في صباح اليوم التالي لإصدار العدد السادس من النشرة، نقلتْ وسائل الإعلام المرئيّة صورا حيّة من العاصمة السودانيّة لسُحب الدخّان الأسود المُتصاعدة من مواقع مختلفة في المدينة ومطارها الدوليّ وضواحيها، والتي كانت تشقّها بين الفينة والأخرى طائراتٌ مقاتلةٌ تُحلّق على ارتفاعاتٍ مُنخفضة، مُطلقة صواريخها باتجاه مواقع غير مُحدّدة في قلب الخرطوم. وفي الخلفيّة كانت تُسمع بوضوح أصوات اشتباكاتٍ مُسلحة ضارية تُستخدم فيها الأسلحة الرشاشة الثقيلة والقذائف. وعند ساعات الظهيرة كانت بعض مقاطع الفيديو المُتداولة تُظهر عناصر مُسلّحة من قوّات الدعم السريع وهي تُعلن سيطرتها على قاعدة مروي الجويّة شمال البلاد، قبل أن تنتشر مقاطع جديدة بعد ذلك لتُظهرهم وهم يحتجزون جنودا وضبّاطا مصريين في نفس القاعدة.

بدى لجميع من رأى تلك المشاهد أنّ السودان وقع في المحظور، أو هو يكاد أن يقع فيه مرّة أخرى، لتنفتح أمامه مُجدّدا بوابة أخرى من بوّابات المجهول الذي سبق له أن دخلها أكثر من مرّة خلال العقود الماضية، ودفع من جرّائها أثمانا بشريّة باهظة للغاية أودت بملايين من السودانيين قتلى أو لاجئين مُشردين في أصقاع الأرض قاطبة، وأثمانا بنيويّة باهظة فكّكت عُرى الدولة السودانيّة ذاتها وتركتها فريسة جريحة بلا حولٍ ولا قوّة، تتناهشها أطرافٌ مُختلفة أغشت عيونها الضلالة السياسيّة وأعمت بصيرتها المصالح الضيّقة، ليجد البلد الكبير العريق الغنيّ بناسه وثقافته المتنوّعة وتجربته السياسيّة الطويلة وثرواته الطبيعيّة الهائلة، نفسه يُطحن بين أحجار رحى ثقيلة جارحة تعاقبت عليه سنينا طويلة وأفقدته قدرته على النهوض. على أطلال خرائب مُحترقة من أثر القصف والقتال، لخّص مواطنٌ سودانيّ مكلوم هذه الملهاة المُدمّرة حين قال: "الله يرحم السودان ويغفر له".

بالنسبة للمراقبين القريبين من متابعة الشأن السودانيّ خلال السنوات القليلة الماضية، فقد كان اندلاع الصدام المُسلّح بين الجيش السودانيّ وقوّات الدعم السريع أمرا متوقعا، بل وحتميّا. فبمعزلٍ عن حقيقة أن وجود جسمين عسكريين كبيرين بقيادتين مُختلفتين ومستقلتين عن بعضهما البعض في بلادٍ تعجّ بالسلاح والتركيبات القبليّة التي تُغطّي الفسيفساء السودانيّة كلها، هو بحدّ ذاته وصفةٌ مثاليّة لتفجير صواعق الاحتراب الأهليّ والصراع على السلطة، فقد شهدتْ الأشهر الماضية حربا صامتة بين قيادتي هذين الجسمين، بسبب الخلاف على مسائل مُختلفة، لعلّ أهمها غياب التفاهم على الطريقة الأمثل لدمج قوّات الدعم السريع في هيكل القوّات المسلحة السودانيّة وعلى نموذج العلاقات المدنيّة العسكريّة المطلوب تحقيقه في ضوء الاتفاق الإطاري الموقّع بين الفرقاء السودانيين في كانون أول/ديسمبر الماضي. فإذا ما أضيف لهذه الحقائق حقيقة أنّ أصابع التدخّل الخارجيّ في السودان أصبحت أكثر طولا وتأثيرا، بطريقة خلقت ولاءاتٍ إقليمية مُتعارضة ومتنافسة بين أعضاء الطغمة العسكريّة نفسها، وأنّ قوّات الدعم السريع كانت خلال الأسابيع الماضية تُعيد نشر قواتها بالقرب من المراكز الحيويّة داخل الخرطوم وغيرها من المدن السودانيّة، فإنّ صورة ما بدأ يوم السبت الماضي تصبح أكثر وضوحا.

أمّا بالنسبة للمراقبين البعيدين، وصاحب هذه النشرة واحدٌ منهم، فالصورة تبدو شديدة التشوّش، لا لأسباب ذات علاقة بالجهالة فحسب، حيث يبدو السودان مكانا بعيدا ومهجورا بالنسبة لنا نحن شعوب المشرق العربيّ (وهذا بحدّ ذاته أمرٌ مؤلم حيث بتنا نعيش في عوالم عربيّة مُتعدّدة وليس في عالمٍ عربيّ واحد)، بل أيضا لأسبابٍ أوسع تطال التغيّرات الدوليّة والإقليميّة خلال العقد الأخير بالذات. وقد قلتُ لأحد الأصدقاء بعد اندلاع الصراع المسلّح في السودان أن المرء يحنّ بشكلٍ لا واعٍ أحيانا لعقد التسعينيّات. ففي ذلك الوقت كانت مساحات النفوذ الدوليّ والإقليميّ في منطقتنا مرسومة بشيء من الدقّة والوضوح، وكانت مصالح القوى المختلفة وموازين القوى والترتيبات فيما بينها متماسكة ومحدّدة بشكلٍ ما، وكان المرء يعرف مطامع وحصص كل طرفٍ بمقدار كبيرٍ من اليقين. أما اليوم فالمشهد أكثر تركيبا وتعقيدا وتداخلا، وفي الكثير من الأحيان تطفو على السطح ظواهر سياسيّة وعلاقات تبدو عصيّة على الفهم والتصديق. ولن يبالغ المرء كثيرا إذا قال أنّ حالة التشوّش الذي تطغى على رؤيته للأحداث، إنما تطال أيضا الفاعلين السياسيين وأصحاب المصلحة ذاتهم، حيث تبدو سياسات الكثير من الأطراف الإقليميّة وتدخلاتها مُرتبكة ومُفتقدة للرشادة وتحمل في طيّاتها تأثيرات تخريبيّة على مصالحها نفسها أو مصالح أصدقائها في الكثير من الأحيان.

وقد قلتُ لصديقي أنّ حالة التعقيد هذه ناجمة برأيي عن عاملين رئيسيين. الأوّل هو حالة الفراغ الذي تركته القوّة الأمريكيّة في المنطقة في إطار عمليّة إعادة توزيع رأسمالها العسكريّ والماليّ والدبلوماسيّ لتُصبح أكثر قُربا من ميدان المعركة المستقبلي مع الصين، والتخفّف بالتالي من الأعباء التي قد تُثقل حركة هذا التوجّه، وهذا الفراغ يُتيح للكثير من الأطراف التداعي من أجل ملئه، لكنّ عملية التداعي هذه ليست مُنظمة وليست محكومة دائما بدوافع عقلانيّة وهو ما يجعلها أحيانا حافزا للمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار. أمّا العامل الثاني فهو مرتبطٌ بالعامل الأوّل طبعا لكنّه يمتلك أيضا ديناميّته الخاصّة المُستقلّة التي لا ينبغي تجاهلها، ويتعلّق بظهور قوى "نصف إمبرياليّة (وهذا مصطلحٌ نصف مجازيّ) في المنطقة والعالم خلال العقدين الأخيرين، وهي قوى لا تمتلك ماضيا استعماريّا ولا عُمقا صناعيّا حقيقيّا ولا قوّة عسكريّة هائلة تُؤهلها للعب أدوارٍ كبيرة خارج حدودها، لكنّها تتمتّع في المقابل بمواردٍ ماليّة ضخمة و/أو طموحاتٍ قوميّة صاعدة تدفعها لتلعب أدوارا قد تكون في كثيرٍ من الأحيان أكبر من حجمها وإمكانيّاتها وخبراتها، الأمر الذي يخلق مساحاتٍ جديدة من التوتّر وخلط الأوراق وتشوّش الرؤية والسياسات.

وظنّي أنّ الصراع الحالي في السودان هو من الخطورة ما قد يترتّب عليه نتائج صعبة على البلد والإقليم معا إذا لم يجرِ احتواؤه بسرعة وحكمة. ففي البلد سوابق دمويّة لا تزال طازجة بمعايير الزمن التاريخيّ من تقسيمٍ وحروب أهليّة ومجازر عرقيّة، وحالة تجاوزت أصلا فكرة الدولة الفاشلة منذ زمنٍ بعيد. وسيتمثّل السيناريو الكارثي في اتساع الصراع بين الجيش السودانيّ وقوّات الدعم السريع وصولا للحرب الأهليّة الشاملة، أو في انقسام هذه الأجسام ذاتها إلى جماعاتٍ مسلّحة ليتبلور وضعٌ يُقاتل الجميع فيه الجميع، أو ما هو أخطر من هذا كله وهو بروز حالة تنتظم فيها الميليشيات السودانيّة على خطوط الصدع القبليّ والعرقي، فتتحوّل البلاد إلى مجموعة من الجيوب المستقلة التي يحكمها أمراء الحرب، مع موجات نزوحٍ للاجئين في كلّ الاتجاهات وتمدّد الصراع إلى خارج البلاد.

نظرا لضبابيّة الوضع في السودان ولشحّ المعلومات التي تأتي من هناك، فقد كانت التقارير الصحافيّة عن حالة الاقتتال محدودة وعمومية في غالبيتها، ناهيك عن أن فقر المكتبة العربيّة بالمواد والباحثين المختصين في الشأن الأفريقي عموما والسودانيّ خصوصا جعل من الصعب الحصول على موادٍ معمّقة متجاوزة للحدث الراهن. لذلك كانت المواد التي اخترتها للنشرة حول الموضوع موادا إخباريّة عاديّة، ربما باستثناء تقريرٍ واحدٍ قديم أخذ الشكل الاستقصائي حول موارد ومعدّات قوّات الدعم السريع. بخلاف ذلك غطّت النشرة لهذا الأسبوع موضوعاتٍ مختلفة منها متابعة لملف تسريبات "البنتاغون" الذي سبقت تغطيته بشكلٍ موسع في العدد السابق من النشرة، وملف المحاولات الأمريكيّة حظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة. كما ضمّت النشرة تقريرا قيّما عن منظومة "القبّة الحديدية" ومادة عن مساعي الجيش الأمريكي لتعميق استخدام الذكاء الصناعي وتقريرا عن مساعي شركة "أبل" الأمريكيّة لنقل جزءٍ من خطوط إنتاجها للهند في ضوء تنامي الصراع السياسيّ والتجاريّ بين الصين والولايات المتحدة، هذا بالإضافة لموضوعاتٍ أخرى مفيدة.

واستكمالا للاحتفال بموسم الأعياد، ونظرا لتزامن صدور هذا العدد من النشرة مع اليوم الأوّل من عيد الفطر السعيد في غالبيّة البلدان العربيّة، فقد قرّرت أن أقدّم للقرّاء هديّة متواضعة جديدة، وكلّي أمل أن تنال إعجابكم وتقديركم، مع أمنياتي لكم بقضاء عيدٍ سعيد بين الأهل والأحبّة والأصدقاء .. وكل عامٍ وأنتم بألف خير.

هُنا قناة “تليغرام” الخاصة بالنشرة، وهُنا حسابي على موقع “تويتر”. الأعداد السابقة من النشرة: العدد الأول، العدد الثاني، العدد الثالث، العدد الرابع، العدد الخامس، العدد السادس.

ديسكليمر: ستضمّ النشرة تحليلاتٍ وتقارير موسّعة ومقالات، وهي لن تُركّز على قضايا وملفّات بعينها، ولن تنتظم تبعا لتصنيفاتٍ جامدة، فما أقدمه هو مجرّد دعوة لمرافقتي في القراءة الحرّة التي أقوم بها عبر الإنترنت كأيّ شخص آخر لا أكثر ولا أقل. لأسبابٍ يطول شرحها، ستكون غالبية مادة النشرة من مواقع أجنبيّة، وسأحرص بطبيعة الحال على أن تكون المواد العربيّة حاضرة دوما، وظنّي أن إمكانيّات “جوجل ترانسليت” أصبحت متقدّمة بما يكفي لمساعدة جميع القرّاء على الإحاطة بالمواد المنشورة بالإنجليزيّة. سيكون جزءٌ من مواد النشرة من مواقع أو صحف تتطلّب اشتراكات ماليّة، لكنني سأحرص على أن يكون هنالك موادٌ من مواقع مفتوحة، وسأكون سعيدا بمشاركة المواد التي تتطلّب اشتراكا مع من يرغب بها عند الطلب. يُسعدني استقبال مشاركاتكم/ن وأفكاركم/ن ومقترحاتكم/ن وهداياكم/ن وشتائمكم/ن ودعمكم/ن المالي والمعنوي وعروض التوظيف المُجزية على العنوان البريدي: [email protected]

سياسة إقليميّة ودوليّة: 

في صحيفة "الشرق الأوسط"، تقريرٌ معلوماتيّ يرصد موازين القوى بين الجيش السودانيّ وقوّات الدعم السريع التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي). يلفتُ التقرير إلى أنّه ونظرا لافتقار قوّات الدعم السريع للقوّة الجويّة، فإنّ أول تحرّك قامت به في الصراع الحالي كان محاصرة القاعدة الجوية للجيش في مدينة مروي بشمال السودان، وذلك لمحاولة تحييد سلاح الجو السودانيّ من اللحظة الأولى ومنعه من ضرب معسكراتها. ينقل التقرير عن خبراء عسكريين قولهم أنّ الصدام الذي اندلع في العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى سيحسمه توازن القوّة الأرضية، باعتبار أن الصراع بين الطرفين هو قتال شوارع بالدرجة الأولى. وللاستزادة، تقرير موسّع من نفس الصحيفة حول جذور الخلاف بين البرهان وحميدتي وتفاقم حالة التوتر بينهما بعد تعمّق الخلاف حول دمج قوّة الدعم السريع في الجيش السوداني في أعقاب توقيع توقيع الاتفاق الإطاري بين العسكريين والمدنيين في كانون أول/ديسمبر 2022.

في موقع "جلوبال ويتنس"، تقريران قديمان ولكن مُهمّان لفهم أفضل لقوّة الدعم السريع التي يقودها الفريق محمّد حمدان دقلو (حميدتي). التقرير الأول يتتبّع رحلة صعود حميدتي من تجارة الإبل وقيادته لإحدى فصائل "الجنجويد" في دارفور غرب السودان في بدايات الألفيّة وصولا للمكانة التي يحظى بها اليوم. التقرير يركّز بشكلٍ خاص على الشبكة الماليّة التي بناها دقلو بالاعتماد على مناجم الذهب في جبل عامر بدارفور والتي تموّل رواتب وأنشطة قوّات الدعم السريع وذلك عبر استقصاء مجموعة من الوثائق الماليّة التي سُرّبت عام 2019 حول الشركات التي تعمل في إطار هذه الشبكة. أما التقرير الثاني فهو أكثر تفصيلا وشمولا ويعتمد على استخبارات المصادر المفتوحة بدرجة رئيسيّة ليجيب عن سؤال "لماذا تمتلك قوّات الدعم السريع هذا العدد من سيارات "تويوتا" ذات الدفاع الرباعي ومن أين حصلت عليها؟" وذلك من خلال تتبع شبكة شراء ونقل هذه السيارات في النصف الأول من عام 2019 إلى موانيء البحر الأحمر في السودان.

في أحد مواقع التدوينات، تقرير موسّع عن منظومة "القبّة الحديديّة" لأحد الخبراء العسكريين المجهولين. التقرير أكثر مادة شاملة قرأتها بالعربيّة عن المنظومة، حيث يتناول تفصيلاتٍ تقنيّة دقيقة حول صواريخ المنظومة ونوع راداراتها وطريقة عملها اعتمادا على الخوارزميّات المتطوّرة وعمليّات المحاكاة الحاسوبيّة. التقرير يُسلّط الضوء أيضا على الانتقادات الموجهة لأداء وفاعليّة "القبّة الحديدية" وأهمّ عيوبها وطرق تخطّي المنظومة وتعطيلها. قد يكون التقرير المادة العربيّة الوحيدة التي أقرأها والتي تصل للاستخلاص القائل بأنّ "القبّة الحديدية" هي نظام دفاعٍ جويّ فعّال (وهذه قناعتي منذ بدايات عمل هذا النظام على خلاف ما يُروّج له في البروباغندا غير المستندة للحقائق العيانيّة والفنيّة والتي تضرّ أكثر مما تنفع). ربما غاب فقط عن مُعدّ التقرير أن مشروع "القبّة الحديديّة" ليس مشروعا إسرائيليّا بالأساس، بل هو بشكلٍ ما، مشروعٌ انبثق عن برنامج "مبادرة الدفاع الاستراتيجي (أو "حرب النجوم" كما سمّاها منتقدوها آنذاك)، والذي أطلقه الرئيس الأمريكيّ الراحل رونالد ريغان في مطلع الثمانينيّات، واُعتبر في حينها خروجا عن عقيدة "الدمار المؤكّد المتبادل" التي كانت تحكم توازن الردع النووي بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي في زمن الحرب الباردة. ورغم أن برنامج ريغان ذاك لم يُكتب له النجاح، إلا أنّه فتح الباب بشكلٍ واسع لتعاون أمريكيّ إسرائيليّ وثيق في ملف تطوير منظومات الدفاع الجوّي، حيث خرجت كلّ منظومات الدفاع الجويّ الإسرائيليّة من رحمه، بما فيها منظومة "القبّة الحديدية" التي تطوّرها اليوم شركة "رافاييل" الإسرائيليّة بالتعاون مع شركة "رايثيون" الأمريكيّة.

في موقع "المونيتور"، تقريرٌ عن تعيين القيادة المركزيّة الأمريكيّة (سنتكوم) لأندرو مور، الرئيس السابق لقسم الحوسبة السحابيّة في شركة "غوغل" كمستشارٍ للذكاء الصناعي في القيادة. بحسب التقرير، فإنّ (سنتكوم) هي أوّل قيادة في الجيش الأمريكي تقوم بتعيين مستشار في هذا الحقل المتخصص، وهو ما يعكس سعي "البنتاغون" مؤخرا للحفاظ على التفوّق التكنولوجي الأمريكي في المجال العسكريّ في ظلّ تصاعد المنافسة مع الصين. وفقا للتقرير، ستكون أولى مهمّات المستشار الجديد زيارة قواعد الجيش الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط لتقديم استشارات حول هيكلة البيانات وتعزيز التحول الرقمي في وحدات القيادة والسيطرة. كما أن المستشار الجديد سيقوم بالاطلاع على التجارب التي يُجريها الأسطول الأمريكيّ الخامس المُتمركز في البحرين في مجال تطوير المنظومات المسيّرة البحريّة وتعزيز إمكانيّات الأسطول لكشف الألغام البحريّة من خلال خوارزميات الذكاء الصناعي. وفي سياق ليس بعيد، خبر من موقع "المهد" عن إطلاق البحريّة الأمريكيّة لأوّل زورق مُسيّر عبر مضيق هرمز الاستراتيجي في مياه الخليج العربي.

في "فايننشال تايمز"، تقريرٌ عن بدء الصين استهداف الشركات الأمريكيّة العاملة في البلاد كردٍ على تشديد الإجراءات الأمريكيّة الهادفة إلى منع البلد الآسيويّ من الحصول على التكنولوجيات المتطوّرة. بحسب التقرير، قامت السلطات الصينيّة بفرض عقوباتٍ على شركات السلاح الأمريكيّة العملاقة مثل "لوكهيد مارتن" و"رايثيون"، كما قامت مؤخرا باستجواب بعض العاملين في شركة "ميكرون" الأمريكيّة لصناعة الرقائق الإلكترونيّة، وهو ما دفع الشركة وغيرها من الشركات لإلغاء رحلاتٍ كانت مخططة لموظفيها إلى الصين. يرى التقرير، بالرغم من ذلك، أنّ الإجراءات الصينيّة لا زالت محدودة وأنها لم تصل لمرحلة مُتقدمة لاستهداف جميع الشركات الأمريكيّة بإجراءاتٍ قاسية على غرار الإجراءات الأمريكيّة المُتّخذة بحق الشركات الصينيّة، وأنّ هذا الأمر يرجع بشكلٍ ما إلى حاجة الصين إلى إبقاء قنواتٍ مفتوحة مع المؤسسات الغربيّة بهدف تحفيز النموّ الاقتصاديّ في البلاد وتجنّب خيارات العزلة التكنولوجيّة والتجاريّة. لكنّ التقرير يُشدّد على أنّ بكّين تمتلك أوراقا مهمّة في لعبة التنافس التكنولوجيّ مع واشنطن والغرب عموما، وربما تكون أهم ورقة في هذا الصدد تقييد حصول شركات السيارات الكهربائيّة الغربيّة على المعادن النادرة اللازمة لتصنيع البطاريات، وهي المعادن التي تُسيطر الصين بشكلٍ كبير على سلاسل إمدادها المختلفة.

في موقع "بوليتيكو"، تقريرٌ طويلٌ يتحدّث عن الصعوبات التي تقف في وجه الحكومة الفيدراليّة الأمريكيّة والكونغرس لحظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة. يُشير التقرير إلى أنّ هنالك إجماعا لدى الخبراء القانونيين والتجاريين، أن واشنطن لا تستطيع إجبار شركة "بايت دانس" المالكة للتطبيق على بيعه، وأن الحكومة ستكون بحاجة للحصول على سلطاتٍ جديدة من الكونغرس إذا أرادت الذهاب في خيار حظر التطبيق بالكامل، ومن غير المرّجح أن يمنح الكونغرس للحكومة هذه السلطات، وحتى لو منح الكونغرس الحكومة هذه الصلاحيات، فإنّ الأمر سيتحول لمعركة قانونيّة نظرا لمخالفته التعديل الأوّل من الدستور الأمريكي. التقرير يؤكّد أنّ إدارة بايدن تعيد تكرار نفس أخطاء إدارة ترامب التي حاولت الضغط على "بايت دانس" لبيع التطبيق لشركة أمريكيّة، وهي استراتيجيّة لم تنجح في ذلك الوقت حتّى تنجح هذه المرّة، ناهيك عن أن التطبيق بات منذ محاولات إدارة ترامب أكثر شهرة وقيمة في السوق الأمريكيّ، وهو ما يجعل الاستحواذ عليه من قِبل شركة أخرى أمرا أكثر صعوبة بالمعنى المالي. كل هذا يُضاف إلى حقيقية أن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات بيع التطبيق لشركة أمريكيّة أو حظره كليّا، إذ يُذكّر التقرير بما قامت به الصين عام 2020، حين قامت ردّا على محاولات ترامب، بتحديث التقييدات على الصادرات الصينيّة بما يمنع الخوارزميّات المملوكة من هيئات أو شركات صينيّة -مثل خوارزميّات "تيك توك"- من العمل خارج الصين.

هديّة العدد: 

نظرا لحبّي للخرائط، فقد قررتُ تصميم بوستر لخريطة مدينة غزّة، وتحديدا الجزء الغربيّ منها الذي يظهر فيه التقاء اليابسة بالبحر المتوسط عند ميناء المدينة. لقد أردتُ للبوستر أن يكون بمثابة عودة لزمن البوسترات الستينيّة والسبعينيّة بألوانها المميّزة وثيماتها الدافئة القريبة من القلب. ولذلك فقد اخترت استلهام الـ "الريترو ستايل" (Retro Style) في اختيار الألوان لبعض التصاميم، واخترت أن تكون التصاميم الأخرى مباشرة وبسيطة. الصور أدناه مجرّد نموذجٍ توضيحي للتصميم، فقد أنتجتُ من هذا البوستر خمسة نماذج مختلفة بألوانٍ وثيماتٍ متنوّعة لتناسب أوسع طيف من الأذواق والتفضيلات الشخصيّة. للحصول على هذه النماذج جميعها بجودة مرتفعة للطباعة بامتداد PNG وبمقاس A3، بإمكانكم الدخول إلى قناة النشرة في “تيليغرام” حيث سأنشر التصميمات هناك هذه الليلة كما فعلتُ مع الهديّة السابقة. كما سأكون سعيدا بمشاركة نماذج الطباعة مع كل من يرغب في الحصول عليها من خلال البريد الإلكتروني أيضا. إذا قام أحدكم بطباعة البوستر، يُرجى مشاركتي بصورة له .. وكل عام وأنتم بخير.

اقتصاد:

في موقع "الشرق بلومبرغ"، تقريرٌ عن مساعي شركة "أبل" الأمريكيّة لتنويع قاعدتها التصنيعيّة وتخفيض اعتمادها الكبير على منطقة "الصين العظمى" التي تضمّ تايوان وهونغ كونغ لتصنيع منتجات الشركة المختلفة، حيث تبلغ الإيرادات القادمة من تلك المنطقة لوحدها حوالى 20% من إيرادات "آبل". بحسب التقرير، فإنّ استراتيجيّة "آبل" لتنويع سلسلة الإمداد باتت أكثر إلحاحا بعد بدء التوتّرات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وجائحة "كورونا" التي ألقت بظلالها على تماسك سلاسل الإنتاج التكنولوجيّة. يلفتُ التقرير أيضا إلى مسعى الشركة بشكلٍ خاص لتخفيض اعتمادها على شركة TSMC التايوانية لتصنيع غالبية أشباه الموصلات اللازمة لأجهزتها، لكنّ هذا المسعى سيكون، بحسب التقرير، أكثر صعوبة من نقل عمليّات إنتاج بقيّة أجزاء منتجات "آبل" نظرا لعدم توافر بدائل تعوّض عن السعة الإنتاجيّة الكبيرة لمصانع الرقاقات الإلكترونيّة التايوانيّة في الوقت الحالي. يُشير التقرير إلى أن تركيز "آبل" مُنصبٌ على نقل جانب من عمليّات تصنيع أجهزة "أيفون" وأكسسواراته إلى الهند، منوّها إلى أنّ أكثر من 6.5 مليون جهاز "أيفون" من أصل 200 مليون باعتها "أبل" في 2022 كانت مصنوعة في الهند، وهي تخطط لإنتاج 10 ملايين وحدة في البلاد في 2023. وينقل التقرير عن مصادر مطلعة على خطط الشركة في هذا الصدد، إلى أن ما يصل إلى 25% من إنتاج أجهزة أيفون سينتقل إلى الهند بحلول 2025 في حال التزمت "آبل" بالجدول الزمني الأكثر صرامة الذي وضعته لإنجاز هذه المهمّة.

في موقع "المونيتور"، تقريرٌ عن إعلان السعوديّة تأسيس أربع مناطق اقتصاديّة خاصّة في المملكة من أجل تشجيع الاستثمارات الأجنبيّة. ستتوزع المناطق الأربع، بحسب التقرير، على الاتجاهات الاستراتيجية الرئيسيّة للبلاد: مدينة الملك عبد الله الاقتصاديّة شمال جدّة في الغرب، جازان في الجنوب، رأس الخير في الشمال الغربيّ، ومنطقة للحوسبة السحابيّة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة الرياض. ستخضع المناطق الاقتصاديّة المُعلنة لقوانين وإجراءات ضريبيّة وحوافز ماليّة مختلفة عن تلك السائدة في بقية مناطق المملكة، حيث ستُمنح للشركات العاملة هناك تخفيضاتٌ ضريبيّة وإعفاءاتٌ جمركيّة على الواردات من الآلات والمواد الخام، بالإضافة لإتاحة الملكيّة الكاملة للأجانب للمنشآت الاقتصاديّة وإعطاء الشركات العاملة هناك مرونة أكبر في توظيف الأجانب.

في منصّة "الطاقة" المُتخصّصة، تقريرٌ موسّع بعنوان "قطر تعزز مكانتها العالمية بإستراتيجية لتوسعة إنتاج الغاز وزيادة التصدير"، يرصد جانبا من تاريخ تطوير احتياطيّات الغاز الطبيعيّ الهائلة في الإمارة الخليجيّة في عقد الثمانينيّات والدوافع وراء التوجّه لإنتاج هذا الغاز في صورته المُسالة وتصديره للأسواق العالميّة المختلفة. يلفتُ التقرير للاستفادة التي حققتها الإمارة من جرّاء أزمة إمدادات الطاقة بعد الحرب الأوكرانيّة، حيث يُشير إلى أنّ العائدات من صادرات الغاز وصلت في العام 2022 إلى حوالى 132 مليار دولار. التقرير يُسلّط الضوء أيضا على المشروع العملاق لتوسعة "حقل الشمال"، أكبر حوضٍ للغاز الطبيعي غير المُصاحب في العالم، والذي سيضع قطر على قمّة منتجي الغاز المُسال في النصف الثاني من العقد الحالي، وسيُمكنها من لعب دورٍ بالغ الأهميّة في إمدادات الطاقة العالميّة وخاصّة بعد أزمة الحرب الأوكرانيّة وما خلّفته من آثار على هياكل استهلاك الطاقة في القارتين الأوروبيّة والآسيويّة. التقرير ينوّه إلى السعي القطريّ لجذب عملاء جدد ودفعهم لتوقيع اتفاقيات طويلة الأجل لشراء الغاز المُسال، خاصّة وأن بعض المستهلكين التقليديين للغاز القطري، وتحديدا المستهلكين اليابانيين، باتوا يُحجمون مؤخّرا عن تمديد الاتفاقات الحالية مع قطر سعيا لتنويع محفظة الاستهلاك خاصتهم وبسبب عوامل أوسع مرتبطة بعودة استخدام الطاقة النووية وسياسات الحياد الكربوني.

ثقافة ومجتمع وفنون:

في موقع "حبر"، تصطحبنا وفيقة المصري برفقة عدسة مؤمن ملكاوي في حوار مع الباحثة هبة مسعد للحديث عن ورشة العمل التي نظّمتها مسعد مؤخرا والتي تضّمنت قراءاتٍ جماعيّة لأرشيف مجلّة "العربي" الكويتيّة في الفترة من 1967 إلى 1973 بحثا عن «مقالات تتعمّق في معاني الوطن والانتماء»، وفهم كيف أثّرت الأزمات السياسيّة الكبرى في تلك السنوات على مواد المجلّة العربيّة التي شكّلت وعي جيل الستينيّات والسبعينيّات.

في موقع "ألترا صوت"، تقريرٌ مصوّر يُلقي الضوء على ستّ بسطات من أسواق ستّ دول عربيّة، ويترك لأصحابها حريّة التعبير عما يجول في خاطرهم إزاء معاشهم الصعب وكفاحهم المرير من أجل لقمة العيش الشريفة في ظلّ حرب السلطات الدائم وارتفاع معدّلات البطالة والفقر.

(Visited 267 times, 1 visits today)