كانت مهمّة إعداد وإخراج العدد السابق من النشرة مهمّة شاقة. فبالإضافة إلى أنّ الأسبوع الذي صدرتْ النشرة في نهايته كان أسبوعا حافلا بالأحداث، وبالإضافة إلى أنّني تحديتُ نفسي لإخراج عددٍ مميّز منها، وهو ما دفعني بالتالي لبذل جهدٍ ووقت أكبر في التحرير والتدقيق وإعداد الرسوم البيانيّة المُرافقة، فقد كان عليّ أن أوفّق كلّ ذلك مع ضغطٍ فرضته ضرورة إنجازٍ مهامٍ ضمن الشركة التي أعمل بها، ومع مزاجٍ سمّمه الطقس السيء والكئيب في مدينة الضباب، والذي لم تُجدِ معه حفنة الفيتامينات التي أتناولها كلّ صباح. وهكذا، فقد شعرتُ حال خروج العدد الثاني للنور بأنني أزحتُ عن كاهلي حملا ثقيلا، وأردتُ أن أنام ملء جفوني وأن أنسى ذلك الأسبوع تماما.

بالرغم من ذلك، لم يكن كلّ شيء سيئا وقاتما تماما. فخلال الأسبوع الحالي، تلقّت النشرة أول دعمٍ ماليّ لها من مجموعة من القرّاء الذين رأوا فيها ما يستحقّ المتابعة. وعلاوة على ذلك، فقد وصلت النشرة إلى قرّاءٍ في أماكن لم أكن أتوقعها أبدا: تكساس وبورتلاند في الولايات المتحدة، وأزمير على سواحل بحر إيجة، وقرى في غابات إسكندنافيا بالنرويج والسويد شماليّ العالم. وقد أسعدتني رؤية هذه المواقع على لوحة التحكّم الخاصة بالموقع، لأنّها أعادت لي شيئا من عبق تجربة التدوين الأولى في بدايات الألفيّة الجديدة، حين كان المرء يكتب لقرّاءٍ لا يعرفهم ولا يعرفونه، ويبني معهم روابط غير مرئيّة حميمة... كان ذلك زمنا جميلا حقا ومليئا بمغامرات الكتابة الحرّة التي لا تحدّها قيود ولا تتحكّم بجمهورها خوارزميّات "السوشيال ميديا" المُستبدّة.

إنني أودّ استغلال هذه الفرصة لأوجّه الشكر لأولئك الأشخاص الذين قدموا دعمهم للنشرة، ولأولئك القرّاء في المناطق البعيدة في عالمنا الرحب، كما أريد شكر كلّ شخصٍ منح النشرة بعضا من وقته/ا وشاركها مع دائرته، وآمل أن أكون عند حسن الظن دائما. كما أودّ استغلال الفرصة لأطلب من كلّ من لديه/ا فكرة أو مقترح يُسهم في تطوير النشرة وتوسيع دائرة قرائها وتوفير عوامل استدامتها ألا يتردّد بمُراسلتي، وسأكون سعيدا بالإصغاء والمشاركة ومُنفتحا على التعاون والتفكير. بخلاف ذلك، فأتمنى على كل من يقرأ النشرة ألا يتركها تتوقّف عنده وأن يُشاركها مع من يُحب إذا كان يُحب.

خلال هذا الأسبوع، هيمنتْ تغطيات الذكرى العشرين لغزو العراق على الكثير من مواد الصحافة العربيّة والدوليّة. وقد قرأتُ لكم في هذا الصدد مجموعة من المقابلات المطوّلة المُهمّة مع أشخاصٍ لعبوا أدوارا محوريّة قبل وبعد الغزو، ومن بينهم بول بريمر، الحاكم الأمريكيّ الأوّل للعراق بعد احتلاله. وعلاوة على ذلك، غطّت النشرة ملفّ الاستحواذ على بنك "كريدي سويس" من قبل بنك "يو بي أس" وتدخّل الحكومة السويسريّة لإنقاذ النظام المالي السويسريّ بقرار سياديّ. في النشرة أيضا محضر الشهادة المهمّة التي أدلى بها الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزيّة الأمريكيّة (سنتكوم) أمام لجنة القوّات المسلحة في مجلس الشيوخ، بالإضافة لتغطية لجلسة الاستجواب التي خضع لها الرئيس التنفيذي لـ "تيك توك" أمام الكونجرس ولآفاق عمل شركات التكنولوجيا الصينيّة في الولايات المتحدة في ظل تصاعد عداء الدوائر الأمريكيّة لها. النشرة تتضمّن أيضا مقالا هاما ومشوّقا عن تراجع القوّة البحريّة الأمريكيّة من ضابطٍ بحريّ أمريكيّ متمرّس، بالإضافة لموضوعات أخرى تغطي جوانب من السياسة الدوليّة والاقتصاد الإقليمي. بإمكانكم الاشتراك في قناة النشرة على "تليغرام" من هُنا، ومتابعتي على موقع "تويتر" من هُنا. قراءة ممتعة ومفيدة أتمنّاها لكم في عطلة نهاية الأسبوع.

ديسكليمر: ستضمّ النشرة تحليلاتٍ وتقارير موسّعة ومقالات، وهي لن تُركّز على قضايا وملفّات بعينها، ولن تنتظم تبعا لتصنيفاتٍ جامدة، فما أقدمه هو مجرّد دعوة لمرافقتي في القراءة الحرّة التي أقوم بها عبر الإنترنت كأيّ شخص آخر لا أكثر ولا أقل. لأسبابٍ يطول شرحها، ستكون غالبية مادة النشرة من مواقع أجنبيّة، وسأحرص بطبيعة الحال على أن تكون المواد العربيّة حاضرة دوما، وظنّي أن إمكانيّات “جوجل ترانسليت” أصبحت متقدّمة بما يكفي لمساعدة جميع القرّاء على الإحاطة بالمواد المنشورة بالإنجليزيّة. سيكون جزءٌ من مواد النشرة من مواقع أو صحف تتطلّب اشتراكات ماليّة، لكنني سأحرص على أن يكون هنالك موادٌ من مواقع مفتوحة، وسأكون سعيدا بمشاركة المواد التي تتطلّب اشتراكا مع من يرغب بها عند الطلب. يُسعدني استقبال مشاركاتكم/ن وأفكاركم/ن ومقترحاتكم/ن وهداياكم/ن وشتائمكم/ن ودعمكم/ن المالي والمعنوي وعروض التوظيف المُجزية على العنوان البريدي: [email protected]

سياسة دوليّة وإقليميّة: 

  • في موقع "الشرق الأوسط"، تقرير إخباري عن التصريحات المُهمّة التي أدلى بها قائد القيادة المركزيّة الأمريكيّة (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا في جلسة الاستماع أمام لجنة القوّات المُسلحة في مجلس الشيوخ. كوريلا ركّز على إيران بشكلٍ خاص، قائلا أنّ "ردعها اليوم أكثر إلحاحا من أي وقتٍ مضى في تاريخ القيادة المركزيّة الأمريكيّة". كوريلا أدلى أيضا بتصريحاتٍ لافتة بشأن التنافس العسكريّ بين الولايات المتحدة والصين في الشرق الأوسط، وشدّد على أن بلاده في سباقٍ مع الصين للتكامل مع شركائها في المنطقة قبل أن يقوم البلد الآسيوي باختراقها من خلال بيع منظومات عسكريّة للدول المنضوية في إطار القيادة المركزيّة الأمريكيّة. وللاستزداة، هُنا النص الكامل لشهادة الجنرال كوريلا أمام لجنة الاستماع لجنة القوّات المُسلحة.
  • صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنيّة أعدت ملفا في الذكرى العشرين لغزو العراق. تضمّن الملف مقابلات مهمّة ومطوّلة مع أشخاص لعبوا أدوارا محورية قبل وخلال وبعد الغزو. المقابلة الأولى مع مسعود بارازاني أجراها غسّان شربل، ألقى فيها الزعيم الكردي الضوء على المداولات السياسيّة التي سبقت الغزو في طهران وواشنطن ولندن، وعلى الاجتماع السريّ الذي أُبلغ فيه من قِبل الأمريكيين قرارهم الإطاحة بصدّام حسين. المقابلة الثانية مع بول بريمر أجراها علي بردى، كشف فيها أوّل حاكم عينته أمريكا للعراق بعد الغزو، تفاصيل مثيرة عن ورقة "مستقبل العراق" التي أعدتّها وزارة الخارجيّة الأمريكيّة وأجهزة الاستخبارات قبل الغزو، والتي كانت الأساس للقرارين اللذين قضيا بحل "حزب البعث" وتفكيك الجيش العراقي. المقابلة الثالثة مع علي أبو الراغب، رئيس الوزراء الأردني إبان فترة الغزو، تحدّث فيها عن مساعي الأردن لتجنيب العراق الغزو، وعن مبادرات اللحظة الأخيرة تجاه القيادة العراقيّة. بالإضافة لذلك أجرت الصحيفة حوارا قصيرا مع كنعان مكيّة، المعارض العراقي، وصاحب كتاب "جمهوريّة الخوف"، تحدّث فيه عن قصّة تعارفه على أحمد الجلبي وعن اجتماعاته مع القيادة الأميركية والتحضيرات لإطاحة النظام العراقي.
  • في "وول ستريت" جورنال، تقرير حصري يتحدّث عن عزم الولايات المتحدة إرسال طائرات مُتقادمة من طراز A-10 إلى منطقة الشرق الأوسط، في إطار خطّة تهدف إلى تقليص المعدات العسكريّة في المنطقة، والتركيز على إرسال الطائرات المتقدمة إلى مناطق المحيط الهاديء وأوروبا في ظلّ تنامي التهديدات الصينيّة والروسيّة. الخطّة تتضمّن وضع ثلاثة أسراب من الطائرات في المنطقة، سرب من A-10، وسربين من مقاتلات F-15E و F-16على التوالي، بالإضافة للاحتفاظ بكتيبتين "باتريوت" للدفاع الجوي.
  • في موقع "بوليتيكو"، تقرير عن الجنود الأوكرانيين الذين يتلقّون تدريبهم في ولاية أوكلاهوما على تشغيل واستخدام منظومات "باتريوت" الأمريكيّة منذ يناير/كانون ثاني الماضي. ينقل التقرير أنّ المدربين الأمريكيين كانوا يتوقعون أن يستمر التدريب لمدّة تقترب من عام واحد، إذ أن هذا هو الوقت الذي يتطلبه تحضير جنديّ أمريكي للعمل على المنظومة، إلا أنّ الجنود الأوكرانيين، الذين يمتلكون معرفة ممتازة بمنظومات الدفاع الجوي وخبرة في ميدان المعركة، فاجئوهم بسرعة تعلّمهم واستكمال التدريب في وقتٍ قياسي وقدرتهم على تصميم سيناريوهاتهم الخاصّة بناء على التكتيكات الروسيّة التي اختبروها سابقا.
  • في موقع "المونيتور"، تحليل يتساءل عن سبب قيام روسيا بتغيير بروتوكولها أثناء استقبال الرئيس بشّار الأسد خلال زيارته الأخيرة لموسكو الأسبوع الماضي، وذلك على خلاف الإجراءات والبروتوكولات التي اتّخذت أثناء زياراته السابقة. يخلص التحليل إلى أنّه في ضوء الحرب الأوكرانيّة، فإن روسيا الآن هي التي بحاجة للأسد وليس العكس، نظرا لحاجتها لحرية الحركة في منطقة البحر المتوسّط انطلاقا من القواعد السوريّة. التقرير لفت أيضا إلى أنّ السبب الآخر يكمن في بداية تفكّك العزلة من حول الأسد على المستوى العربي، وانخفاض حاجته للرعاية الروسيّة في تحركاته السياسيّة. ينوّه التحليل أيضا إلى أنّ روسيا تريد دفع الأسد إلى تطبيع العلاقات مع تركيا في إطار سعيها لنسج علاقة أوثق ببلاد الأناضول.
  • في العدد الأخير من مجلّة "الأتلانتيك"، مقال مطوّل ومهم لجيري هندريكس، الضابط السابق في البحريّة الأمريكيّة، والمستشار السابق لوزير البحريّة، بعنوان "نهاية زمن الهيمنة البحريّة الأمريكيّة". يستعرض هندريكس خلال المقال جانبا من تطوّر سياسة الهيمنة البحريّة الأمريكيّة عبر التاريخ، ويستخلص أنّ سياسات الخصخصة التي تعمّقت خلال حقبة الرئيس رونالد ريغان، وإعادة هيكلة الصناعة العسكريّة خلال عقد التسعينيّات، أفضيا، من بين عوامل أخرى، إلى تآكل القوّة البحريّة للولايات المتحدة. يرى الكاتب أن صُنّاع السياسة في أمريكا أهملوا طويلا الرابط العضويّ بين تصنيع السفن التجاريّة وتصنيع السفن الحربيّة، وهكذا فإنّهم بتخليهم عن القاعدة الصناعيّة لإنتاج السفن التجاريّة، وفي اعتمادهم على الدول الأخرى لتصنيع هذه السفن، فإنّهم أضعفوا الصناعة العسكريّة الموجهة لإنتاج السفن الحربيّة والبوارج، وزادوا من تكاليفها بطريقة تُثقل الموازنات الدفاعيّة وتعطّل تطوير القوّة البحرية مستقبلا، ناهيك عن أنّهم عرَضوا أمن الولايات المتحدة للخطر من خلال ترك الإمدادات التجارية للموانيء الأمريكية بيد السفن التي لا تحمل العلم الأمريكي. يعتقد هندريكس أن قدرة أمريكا على منافسة القوى الكبرى، وعلى رأسها الصين، مرهونة باستعادة نفسها كقوّة بحريّة قبل كلّ شيء، لأن المحيطات ستعود لتكون ساحة المعركة بين هذه القوى من وجهة نطره. ويرى الكاتب أن هذه العودة تبدأ أولا وقبل كلّ شيء من ميدان الاقتصاد، أي من خلال تبني سياسة صناعيّة جديدة تستثمر في التصنيع الثقيل ومنصّات التصدير وإعادة الحيويّة للصناعة العسكريّة من خلال إضعاف احتكار الشركات الكبرى داخل المجمّع الصناعي العسكري.
  • في موقع "إنترسيبت"، تقريرٌ عن نيّة قيادة القوّات الخاصة الأمريكيّة استخدام تقنيّات "التزييف العميق" (Deep Fake) في عمليّاتها، والتي تتضمّن حملات حرب نفسيّة وبروباغندا. استند التقرير إلى وثيقة مُشتريات أصدرتها قيادة القوّات الخاصة مؤخرا، تُعلن فيها رغبتها في الحصول على تكنولوجيا مُتقدّمة تساعدها في مجال الخداع الرقمي وحملات التضليل المعلوماتي على المستوى التكتيكي والعملياتي. التقرير كشف أيضا عن رغبة قيادة القوات الخاصة في الحصول على وسائل تقنيّة متطوّرة لاختراق الأجهزة المتصلة بالإنترنت وذلك لجمع معلومات أكبر عن جمهور الخصم وللتعرّف بشكلٍ أفضل على قابليته لاستقبال الدعاية، وبالتالي تصميم أنجع رسائل البروباغندا الهادفة لتضليله وتوجيهه حسب المقتضيات.
  • في "هآرتس" الإسرائيليّة، تحقيق عن قيام مكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بحملة نفسيّة موجهة للجمهور الإسرائيليّ خلال الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة في أيار/مايو 2021، وذلك عبر إنشاء حسابات مزيّفة على موقعي "تويتر" و"إنستغرام"، هدفها إبراز إنجازات الجيش خلال حملته العسكريّة على القطاع. التحقيق كشف أنّ الحملة كانت بدون نتائج كبيرة بالنظر لانخفاض مستوى التفاعل مع تلك الحسابات. التحقيق يسلّط الضوء أيضا على بعض التفاصيل المتعلقة بعمليّات الحرب النفسيّة من قبل الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة في الساحات المختلفة، والدور الذي تلعبه قناة "علي إكسبرس" في هذا الصدد.
  • في العدد السابق من النشرة، غطّينا طلب وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) تخصيص موازنة دفاعيّة بقيمة 842 مليار دولار خلال العام المالي 2024 الذي يبدأ في تشرين أوّل/أكتوبر الحالي. في موقع مركز الدراسات الاستراتيجيّة والدوليّة، يقدّم مارك كانسيان، الخبير المختص في قضايا الموازنات الدفاعيّة وتصميم القوّات في مكتب وزير الدفاع الأمريكي سابقا، تحليلا عن أهم التغيّرات التي طرأت على على بنود الموازنة الجديدة، وعن سير المشروعات الدفاعيّة الاستراتيجيّة في أسلحة البحريّة والطيران والمارينز.

اقتصاد:

  • في موقع وكالة "رويترز"، تقرير يرصد أهم المحطّات في تاريخ بنك "كريدي سويس" الذي يمتد لـ 167 عام، منذ تأسيسه على يد رجل الأعمال والسياسيّ السويسري ألفريد إيشر عام 1856 لتوسعة شبكة القطارات السويسريّة، وحتّى يومنا هذا. وفي موقع "بلومبرغ"، تقريرٌ يستعرض جانبا من تاريخ الفضائح والإخفاقات في العمل المصرفي لبنك "كريدي سويس"، والتي قادت في نهاية المطاف لدفعه إلى حافة الانهيار. وفي النسخة العربية من موقع "بلومبرغ"، تقرير يرصد أهم الرابحين والخاسرين من صفقة استحواذ بنك "يو بي إس" على بنك "كريدي سويس". وفي نفس الموقع، تقرير عن تفاصيل استحواذ بنك "يو بي أس" على "كريدي سويس".
  • في "فايننشال تايمز"، تقريرٌ موسّع عن خفايا الأيّام الأخيرة والترتيبات المحمومة التي قادت لاستحواذ بنك "يو بي أس" على بنك "كريدي سويس". التقرير يكشف بجلاء، من خلال لقاءاتٍ مُتعدّدة مع الأطراف التي ساهمت في إخراج الصفقة إلى النور، أنّ ما جرى لم يكن عمليّة استحواذٍ من بنكٍ يتمتّع بملاءة ماليّة على بنكٍ مُتعثّر، بل أقرب إلى إجراء طواريء -إنقاذ مالي- اتخذته الحكومة السويسريّة بالدرجة الأولى لمنع وصول ارتدادات أزمة البنك للأسواق العالميّة، وللحفاظ على سمعة البلاد التقليديّة كمركزٍ ماليّ. الحكومة السويسريّة لم تكتف بفرض صفقة الاستحواذ على بنك "كريدي سويس"، بل تجاهلت أيضا حقوق المساهمين الكبار في التصويت على هذه الصفقة، ناهيك عن أنها فضّلت مصالح المساهمين في البنك على حملة السندات وكلفتهم خسارة كبيرة حتى لا تثير الرأي العام السويسري وحملة الأسهم.
  • بعد أن غطّينا في العدد السابق من النشرة تقريرا عن احتماليّة حصول جهاز قطر للاستثمار على عقد انتفاع مدّته 25 عاما لإدارة ميناء سفاجا في البحر الأحمر وميناء آخر على البحر المتوسّط، أعلنت شركة "موانيء أبو ظبي" إبرامها اتفاقيّة امتياز لمدّة 30 عاما لتطوير وتشغيل ميناء سفاجا. الشركة أعلنت أيضا عن حزمة من الاتفاقيّات التي تتضمّن إنشاء محطّات لمناولة الإسمنت في ميناء العريش وميناء غرب بورسعيد، بالإضافة لاتفاقيّات مبدأيّة لتطوير محطّات للسفن واللوجستيّات في كلٍ من ميناء الغردقة، وميناء شرم الشيخ، وميناء العين السخنة، ومنطقة شرق بورسعيد. بتوقيع اتفاقيّة الانتفاع الأخيرة لإدارة وتشغيل ميناء سفاجا، تكون الشركات الإماراتيّة قد عززت من حضورها في قطاع النقل واللوجستيات المصري بطريقة تصعّب مهمّة دخول المنافسين الآخرين لهذا القطاع مستقبلا.
  • اتصالا بالتغطية التي نشرناها في العدد الثاني من النشرة حول الصفقة التي عقدتها شركات الطيران السعوديّة مع شركة "بوينغ" لشراء 78 طائرة، تقرير في "التلغراف" البريطانيّة بعنوان "القصّة الكاملة لمحاولة السعوديّة القضاء على شركات الطيران في قطر والإمارات"، يستخلص أنّ الإعلان الأخيرة عن إنشاء "طيران الرياض" كناقلٍ سعوديّ جديد، والخطط المُعلنة سابقا لتطوير مطار الملك خالد بالعاصمة السعوديّة، تُمثّل عوامل منافسة لشركات الطيران الخليجيّة الأخرى الإماراتيّة والقطريّة بدرجة رئيسيّة. ويرى التقرير أن منافسة هذه الشركات لن يكون أمرا سهلا، إذ أنها بنت خلال العقد الأخير سمعة قويّة وإمكانيّات لوجستيّة متينة لا تمتلكها السعوديّة التي ستجد نفسها، بحسب التقرير في سباقٍ محموم للحاق بها خلال السنوات القادمة.
  • في ظلّ تصاعد الدعوات في الدوائر الأمريكيّة لحظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة، وعشيّة مثول الرئيس التنفيذي لـ "تيك توك" أمام الكونغرس لتقديم إيضاحاتٍ حول استخدام التطبيق لبيانات المستخدمين الأمريكيين، موقع "أكسيوس" يُقدّم ورقة حقائق عن نشاط التطبيق في بلاد العم السام. "تيك توك"، بحسب الموقع، جرى تحميله في الولايات المتحدة أكثر من أي تطبيق آخر منذ شراء الشركة المالكة له "بايت دانس" لشركة "Musical.ly" عام 2018، ومن المتوقع أن تبلغ عائداته من الإعلانات حوالى 11 مليار دولار بحلول العام 2024، فيما يبلغ مستخدموه النشطون حاليّا حوالى 150 مليون شخص. يقول الموقع أن شعبيّة التطبيق الصينيّ في الولايات المتحدة ستصعّب من اتخاذ قرار بشأن حظره من قِبل المشرّعين الأمريكيين، وخاصة في ظل الدور المتنامي الذي بات يلعبه في اقتصاد المشروعات الصغيرة والمتوسطة الأمريكي، حيث أن هناك 5 مليون منشأة أعمال تستخدمه للترويج لمنتجاتها. وللاستزادة، هُنا فيديو لجلسلة الاستجواب التي خضع لها شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لـ "تيك توك"، والتي استمرّت لحوالى 5 ساعات، تعرّض فيها تشيو لاختبار عسير. وهُنا قصّة قديمة كنت قد كتبتها عن التطبيق عند بدأ نجمه بالصعود حول العالم خلال جائحة "كورونا". وللاستزادة، هُنا تحليل من أحد الموظفين السابقين في فريق البيت الأبيض الإعلامي عن آفاق عمل شركات التكنولوجيا الصينيّة في السوق الأمريكي في ضوء مشروع "قانون التقييد" (Strict Act) الذي تقدّم به السيناتور الديمقراطي مارك وارنر، رئيس لجنة المخابرات في الكونغرس، والذي من شأنه أن يمنح الحكومة الفيدرالية سلطات واسعة في حظر التطبيقات والمعدات والأنظمة التكنولوجيّة التي تشكّل خطرا على الأمن القوميّ الأمريكي.
  • في موقع "الشرق بلومبرغ"، قصّة مطوّلة عن شركة ناشئة (Start-Up) ألمانيّة اسمها "سيندر"، تُحاول معالجة مشكلات سلاسل الإمداد على مستوى شاحنات نقل البضائع في القارّة الأوروبيّة من خلال تطبيقٍ يُشبه في بعض سماته تطبيق "أوبر" لسيارات التاكسي. تُشير القصّة إلى أنّ الشاحنات الكبيرة التي نراها على الطرق السريعة غالبا ما تكون فارغة لنحو خُمس ما تقطعه من مسافات، لدرجة أن هناك نكتة دارجة في هذا القطاع تتناول الكيلومترات المهدورة، إذ يُقال أن أكثر سلعة تُشحن في العالم هي الهواء. قصة "سيندر" هي قصّة صعود قطاع التقنيّة الناشئة في مجال سلاسل الإمداد، وهو القطاع الذي جمع تمويلاتٍ بلغت حوالى 124 مليار دولار خلال الأعوام 2020-2022، أي في الفترة التي أعادت فيها جائحة "كورونا" تعريف الكثير من الهياكل الاقتصاديّة من حولنا. "سيندر" أسسّها شابٌ ألماني مُتخصّص في إدارة الأعمال يبلغ من العمر 35 ربيعا، وهو يُحاول مع شركائه خلخلة العالم القديم لقطاع النقل التجارري بأدواته التقليديّة ووسائل اتصالاته البطيئة ونظام مدفوعاته غير الكفؤ.

ثقافة ومجتمع وفنون: 

  • في ملحق "السفير العربي"، تصطحبنا عائشة بلحاج في رحلة قصيرة إلى متحف الحلي في قصبة الوْداية بالعاصمة المغربيّة الرباط، مقدّمة سردا تاريخيّا لأوائل اكتشافات الحلي في العصور الحجريّة القديمة والوسيطة في المغرب، وأهم المواد والطرائق التي اُستخدمت لصناعة إكسسوارات الزينة. بلحاج ترصد في رحلتها قصّة غرام المغاربة مع الفضّة، والدور الذي لعبه هذا المعدن الصافي في الثقافة الشعبيّة وطقوسها وعلاقته بالتحولات الاجتماعيّة، وعلى رأسها الهجرة من الأرياف إلى المدن.
  • في "فايننشال تايمز"، بورتريه عن شيخ المصوّرين العراقيين لطيف العاني، يستعرض لمحة من حياته كمصوّر منذ التحاقه بـ "شركة نفط العراق" وحتى مغادرته بلاد الرافدين في أعقاب وصول صدّام حسين إلى السلطة عام 1979. عاصر العاني العراق الملكي والجمهوري، واستطاع بعدسته اللمّاحة والمُرهفة أن يرصد أهمّ التحوّلات الاجتماعيّة الكبرى التي غيّرت وجه العراق وصورته.


(Visited 248 times, 1 visits today)