انشغلتْ الصحافة العربيّة والأجنبيّة هذا الأسبوع بالتقارير عن التسريبات التي طالت وثائق عسكريّة واستخباريّة أمريكيّة شديدة السريّة. الوثائق التي أعدتها هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع "البنتاغون" ومركز عمليّات وكالة الاستخبارات المركزيّة (CIA)، تناولت طيفا واسعا من القضايا العسكريّة والسياسيّة الحسّاسة والطازجة، وعلى رأسها ملفّ الحرب الأوكرانيّة، الذي تناولته الوثائق من زوايا مُتعدّدة، مع تركيزٍ خاص على الجوانب العسكريّة المرتبطة بتأهيل ألوية الجيش الأوكراني على يد حلف "الناتو"، وأوضاع القوّات الأوكرانيّة على المستوى العملياتيّ والتسليحي.

لقد أُتيحت لي فرصة الاطلاع على بعض الوثائق المسربة بعد وصولها إلى موقع "تويتر" وبعض قنوات "التليغرام" المُهتمة بالشئون العسكريّة والأمنيّة. في الوهلة الأولى لم أصدّق ما رأته عيناي، خاصّة أن بعض الوثائق التي تحوي خرائط عسكريّة تضمنت معلوماتٍ شديدة التفصيل عن أوضاع القوّات الأوكرانيّة ودفاعاته الجويّة في الشرق الأوكرانيّ. وقد قدّرت، كما قدّر الكثيرون حين بدأت التسريبات بالانتشار، أن هذه الوثائق مفبركة. لكن التقارير التي بدأت بالظهور تباعا في الصحافة الأمريكيّة بشكل خاص، وردود الفعل من داخل المؤسسات الأمريكيّة، وعلى رأسها وزارة الدفاع التي أمرت بالتحقيق في التسريب، سرعان ما أكدت أن غالبية الوثائق كانت حقيقيّة فعلا.

وأثناء العمل على تحضير هذا العدد من النشرة، جاءت الأنباء من ولاية ماساشوستس الأمريكيّة لتُفيد بقيام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) باعتقال المشتبه في تسريبه للوثائق، وهو شابٌ يبلغ من العمر 21 عاماً يُدعى جاك تيشيرا، يخدم في وحدة أنظمة النقل السيبراني (CTSJ) بجناح الاستخبارات بالحرس الوطنيّ الجوي بالولاية. لا يزال هذا الخبر عصيّا على التصديق من قِبل كلّ من تابع أخبار التسريبات خلال الأيام القليلة الماضية، وهناك سؤال واحدٌ يطرحه الجميع بلا استثناء: كيف لشابٍ يافع برتبة عسكريّة متواضعة أن يحصل على هذا النوع من الوثائق شديدة السريّة؟ قد نجد إجابة على هذا السؤال وغيره من الأسئلة حول التسريبات عموما في قادم الأيام والأسابيع. ومما لا شكّ فيه أن هذه القضية، بكل ما سيترتّب عليها من أبعادٍ تخصّ مؤسسات الأمن الأمريكيّة وشبكاتها التجسسيّة المنتشرة في أرجاء العالم وعلاقة الولايات المتحدة بحلفائها وأعدائها، ستظلّ موضوعا للتغطيات الصحافيّة والبحثيّة لوقتٍ طويل.

لقد كان من الصعب عليّ أن أُضمّن في هذا العدد من النشرة كل التقارير التي طالعتها والتي تناولت موضوع التسريبات، خاصّة وأنّ عمليّات الكشف عن تفاصيل ما جاء في الوثائق لا تزال مستمرّة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات. ولذلك، فقد ارتأيتُ تخصيص موضوعٍ واحدٍ صغته بنفسي ليكون بمثابة تلخيص، عبر نموذج السؤال والجواب، للجوانب الرئيسيّة للقضيّة. وقد اخترت أيضا أن أركّز على الوثائق التي تناولت بلدان المنطقة العربيّة والشرق الأوسط فقط بدون الوثائق التي تخصّ ملف الحرب الأوكرانيّة وبلدانٍ أخرى كروسيا وكوريا الجنوبيّة وغيرها.

بعيدا عن ملفّ تسريبات الوثائق الأمريكيّة، غطّت النشرة لهذا الأسبوع موضوعاتٍ مختلفة من بينها لقاء مهم مع الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزيّة في الجيش الأمريكي (سنتكوم) تحدّث فيه عن مناورة "الرمال الحمراء" مع القوات السعوديّة وعن مساعي إدماج تطبيقات الذكاء الصناعي في منظومات الدفاع الجوي في المنطقة. كما غطّت النشرة تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيليّة إزاء احتمالات الحرب الإقليميّة، وملفّ الانتخابات التركيّة. وفي مجال الاقتصاد، غطّت النشرة أرقام المبيعات القياسيّة لشركة "تسلا" للسيارات الكهربائيّة في الربع الأوّل من العام الجاري وهجرة أرباب شركات التقنية في وادي السيليكون الأمريكيّ للرياض للحصول على التمويل. كما احتوى هذا العدد على تقرير مصوّر بديع عن عالم النوم، وقد أفادني بشكلٍ شخصي خاصّة وأنني أعاني مؤخرا من الأرق.

هذا العدد خاص نسبيّا. فقد اخترتُ بمناسبة موسم الأعياد، تقديم هديّة متواضعة للقرّاء، يُمكن إيجادها في ثنايا هذه النشرة. وكلّي أملٌ أن تنال هذه الهديّة إعجابكم وتقديركم، وأن أكون قادرا على تقديم المزيد من الهدايا في النشرات المستقبليّة. وأودّ ان أستغل هذه الفرصة لتشجيع كل قاريء مهتم بتطوير النشرة عبر أي اقتراح، وكلّ من لديه سؤال بشأنها، أن يتواصل معي. ولا أحتاج لتوصيتكم بمشاركة النشرة والتعريف بها بين أصدقائكم وأحبتكم. قراءة ممتعة ومفيدة أتمناها لكم في عطلة نهاية الأسبوع.

هُنا قناة "تليغرام" الخاصة بالنشرة، وهُنا حسابي على موقع "تويتر". الأعداد السابقة من النشرة: العدد الأول، العدد الثاني، العدد الثالث، العدد الرابع، العدد الخامس.

ديسكليمر: ستضمّ النشرة تحليلاتٍ وتقارير موسّعة ومقالات، وهي لن تُركّز على قضايا وملفّات بعينها، ولن تنتظم تبعا لتصنيفاتٍ جامدة، فما أقدمه هو مجرّد دعوة لمرافقتي في القراءة الحرّة التي أقوم بها عبر الإنترنت كأيّ شخص آخر لا أكثر ولا أقل. لأسبابٍ يطول شرحها، ستكون غالبية مادة النشرة من مواقع أجنبيّة، وسأحرص بطبيعة الحال على أن تكون المواد العربيّة حاضرة دوما، وظنّي أن إمكانيّات “جوجل ترانسليت” أصبحت متقدّمة بما يكفي لمساعدة جميع القرّاء على الإحاطة بالمواد المنشورة بالإنجليزيّة. سيكون جزءٌ من مواد النشرة من مواقع أو صحف تتطلّب اشتراكات ماليّة، لكنني سأحرص على أن يكون هنالك موادٌ من مواقع مفتوحة، وسأكون سعيدا بمشاركة المواد التي تتطلّب اشتراكا مع من يرغب بها عند الطلب. يُسعدني استقبال مشاركاتكم/ن وأفكاركم/ن ومقترحاتكم/ن وهداياكم/ن وشتائمكم/ن ودعمكم/ن المالي والمعنوي وعروض التوظيف المُجزية على العنوان البريدي: [email protected]

تسريبات "البنتاغون" ووكالة الاستخبارات المركزيّة (CIA): 

متى بدأ التسريب؟

في وقتٍ ما في يناير/كانون ثاني الماضي، وفي مجموعة مُغلقة في موقع Discord تحمل اسم "Thug Shaker Central"، تهتمّ بشكلٍ رئيسيّ بألعاب الفيديو الحربيّة والميمز، قام الشخص الذي يتزعّم المجموعة البالغ عدد أعضائها حوالى 30 شخصا، جُلّهم من المراهقين، بنشر عشرات الوثائق العسكريّة والاستخباريّة الأمريكيّة السريّة للغاية. وقد نقلت تقارير الصحافة يوم أمس أن زعيم مجموعة الدردشة هذه شخصٌ يُدعى جاك تيشيرا، وهو شابٌ يبلغ من العمر 21 عاماً، كان يعمل في الجناح الاستخباراتي لحرس ماساتشوستس الوطني الجوي. لم تخرج الوثائق من المجموعة التي تزعمها تيشيرا حتى بدايات شهر آذار/مارس الماضي، حين قام أحد الأعضاء، وهو من المناوئين للحرب في أوكرانيا، بإعادة نشر الوثائق في مجموعة أكبر تحمل اسم "Minecraft" على نفس المنصّة. ومن هناك انتقلت الوثائق إلى موقع 4Chan ثم إلى قناة "تليغرام" روسيّة، قامت على ما يبدو بتعديل بعض الوثائق. وكان من السهل بعد ذلك أن تنتشر الوثائق على نطاقٍ أوسع وصولا إلى صحيفة "نيويورك تايمز" التي كانت أوّل من نشر تقريرا عن التسريب.

كيف جرى تحديد الشخص الذي سرّب الوثائق؟

لم يكن تحديد الشخص الذي سرّب الوثائق مسألة صعبة بحسب المختصّين. فكون التسريب جرى على منصّة رقميّة، وكون المُسرّب كان مديرا للمجموعة التي جرى تداول الوثائق فيها لأوّل مرة في موقع Discord، فقد سهّل هذا الأمر تحديد النطاق الذي نُشرت منه الوثائق بالاعتماد على عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) غالبا. وقد أجرى فريق من الصحافيين في صحيفة "نيويورك تايمز"، التي كان اهتمامها بالقضيّة كبيرا منذ البداية، استقصاءا حول الهويّة المُحتملة للشخص الذي سرّب الوثائق، وعبر البحث في منصّة Steam لألعاب الفيديو استطاع الفريق إيجاد حساب لجاك تيشيرا متصلا بحسابه في "انستغرام". وفي حساب "انستغرام"، كانت هنالك صورٌ مكّنت الفريق الاستقصائيّ من التأكد من أنه هو الشخص الذي سرّب الوثائق وذلك من خلال مطابقة نوعية طاولة المطبخ التي التقطت عليها صور الوثائق وصورٌ لتيشيرا في نفس المكان في بيت عائلته في ماساتشوستس.

صورة من "نيويورك تايمز" حول طريقة كشف هويّة مسرّب الوثائق

ما هي طبيعة الوثائق المسربة؟

الوثائق المنشورة عبارة عن صورٍ فوتوغرافيّة مُلتقطة لعروضٍ توضيحيّة وخرائط ذات طابعٍ عمليّاتيّ وتكتيكي من قياس A3 أعدّتها هيئة الأركان المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون)، وتتركّز بشكلٍ رئيسيّ على الحرب الأوكرانيّة، وعلى الوضع في الجبهات الشرقيّة بالتحديد. أمّا القسم الثاني من الوثائق فهو لتقارير أعدّها مركز عمليّات التحديثات الاستخباريّة التابع لوكالة الاستخبارات المركزيّة (CIA)، واعتمدت في غالبيّتها على استخبارات الإشارة (SIGINT)، أي على معلوماتٍ جُمعت عبر اعتراض المكالمات الهاتفيّة ووسائط الاتّصال الأخرى. وقد كشفتْ الصور المُسربة أن الوثائق هذه كانت مطويّة أكثر من مرّة، ما يوحي بأنه جرى إخفائها على الأغلب في حقيبة من أجل إخراجها من المكان الذي كانت فيه من أجل التقاط الصور لها. تتفاوت الوثائق في أهميّتها، فبينما يحمل بعضها دمغة "سري للغاية"، فإنّ بعضها الآخر يحمل دمغة "سري" فقط، ما يعني إمكانيّة الإطلاع عليها من قِبل دائرة أوسع من الأشخاص المصرّح لهم بالحصول على هذا النوع من الوثائق.

لماذا يُعدّ التسريب مختلفا هذه المرّة؟

على عكس تسريبات "ويكيليكس" وتسريبات إدوارد سنودن، فإنّ ما يميّز هذه التسريبات أنّها ليست ذات طابعٍ أرشيفي، حيث أنها لا تغطّي فترات زمنيّة سابقة وبعيدة نسبيّا، بل تتناول أحداثا طازجة للغاية (الكثير من الوثائق أعدّ في الواقع في شباط وآذار الماضيين)، كما أنها تغطي أيضا مخططات عمليّاتيّة مستقبليّة، وتحديدا في ملفّ التدخل الأمريكيّ في الحرب الأوكرانيّة، الأمر الذي يجعل أثرها "تخريبيّا" على الخطط والاستراتيجيات الغربيّة المستقبليّة في هذا الصدد كما أكد الخبراء المختصون في الشئون الأمنية الأمريكية.

كيف تغيّر التعامل مع الوثائق السريّة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر؟

استخلصت لجان التحقيق التي عملت على مراجعة أسباب الفشل في منع وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، أن واحدا من هذه الأسباب كان ضعف مشاركة المعلومات الاستخباريّة بين الجهات الأمريكيّة المختصّة. ومنذ ذلك الوقت، وفي ضوء استخلاص الدروس والعبر، فقد جرى بحسب الخبراء الأمنيين الأمريكيين، زيادة أعداد الأشخاص الذين يملكون صلاحيّة الوصول للمعلومات الاستخباريّة من النوع الذي تضمنته الوثائق، حيث يقدّر عددهم بالمئات.

من هي دول المنطقة التي وردت أسماؤها في الوثائق المسربة وما هي التقارير المتعلقة بها؟

فلسطين:

  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزيّة مؤرخة في 28 شباط/فبراير، أي بعد يومين فقط من عقد مؤتمر العقبة، تقدّم عرضا للحالة الأمنية في الضفة الغربية وتستخلص أنّ العمليات الإسرائيلية والفلسطينية لتحديد مكان المسلّحين الفلسطينيين لا تزال مستمرّة، في إشارة على ما يبدو لعملية البحث منفذي عمليّة حوارة التي تزامنت مع عقد المؤتمر. وتوقعت الوثيقة أن تتفاقم الاضطرابات في الضفة، وأن تستمرّ العمليات الفلسطينية وهجمات المستوطنين، وهو ما من شأنه أن يدفع إسرائيل للتخلي عن اتفاق العقبة.

إسرائيل:

  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزيّة مؤرخة في الأول من آذار/مارس ومصنّفة "سريّ للغاية" ورد فيها أن قادة جهاز "الموساد" شجّعوا عناصر الجهاز للمشاركة في التظاهرات التي اندلعت ضدّ حكومة بنيامين نتنياهو على خلفيّة مشروع الإصلاحات القضائيّة. نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ هذه المعلومات قائلا أنها بلا أي أساس من الصحّة.
  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزيّة تقول أنّ إسرائيل استعدّت لتزويد أوكرانيا بأسلحة ومنظومات غير فتاكة، تتضمن تزويدها بالمعلومات الاستخبارية، وبالدعم ضد الطائرات المسيّرة، وبنظام إنذار مدني مبكر. ومن الأسلحة التي توقعت الوثيقة إرسالها صاروخ "باراك 8"، وهو صاروخ أرض-جو يستخدم في مواجهة الطائرات المسيّرة والمروحيات وصواريخ كروز وكذلك طائراتٌ مقاتلة، بالإضافة إلى منظومات "سبايك"، وهي صواريخ مضادة للدروع والأفراد قابلة للتوجيه ذاتيًّا.

إيران:

  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية تعود إلى نهايات شهر شباط/فبراير ترصد مداولات بين مسئولين إيرانيين حول الطريقة الأمثل لتغطية زيارة رافايل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، والزوايا التي ينبغي التركيز عليها في المعالجة الصحافيّة للزيارة للتأثير على الرأي العام الإيراني. يُذكر أن غروسي زار طهران في بدايات شهر آذار/مارس لعقد مباحثات مع نظرائه الإيرانيين حول البرنامج النووي.
  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية بتاريخ 23 شباط/فبراير تضمنت معلومات حول المناقشات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان مع المسئولين العسكرييين في نيكاراغوا في ذلك الشهر حول تعميق التعاون العسكريّ بين البلدين للتصدي للهيمنة الأمريكيّة.
  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية تتضمّن معلوماتٍ من اتصالاتٍ معترضة وصور جويّة حول كيفية قيام إيران بإطلاق قمر صناعيّ، ويُرجّح أن يكون قمر "خيام" الذي أطلق خلال الصيف الماضي من قاعدة "بايكونور" الفضائية في كازاخستان بمساعدة روسية.

الأردن:

  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية تعود إلى نهايات شهر شباط/فبراير رصدت اجتماعا بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ولينا الحديد، أمين عام وزارة الخارجية الأردنيّة للشئون الدبلوماسيّة، قبل يومٍ واحد من قمّة العقبة التي عُقدت مؤخرا وجمعت مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين ومصريين وأمريكيين لمناقشة تهدئة الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية. وبحسب الوثيقة، قال الصفدي للحديد إن الحكومة الأردنية تحملت الكثير محلياً من أجل ترتيب قمة العقبة وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، لكن الأردن ليس لديه خيار آخر لمنع المزيد من التصعيد والانهيار المحتمل للسلطة.

تركيا:

  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية تعود إلى شهر شباط/فبراير ذكرت أن عناصر من مجموعة "فاغنر" الروسيّة ذائعة الصيت التقت بعناصر اتصال تركيّة -من دون تحديد هويتها- في ذات الشهر بقصد شراء أسلحة ومعدّات من أنقرة لاستخدامها في الحرب الأوكرانيّة. ووفقا للوثيقة، فقد خططت "فاغنر" أيضا لاستخدام الأسلحة والمعدات التي تحاول شراءها من تركيا في مالي، حيث تحتفظ المجموعة بوجود كبير هناك. الوثيقة أشارت أنه ليس هنالك مؤشرات على أن أنقرة قامت بالفعل بتزويد المجموعة بالأسلحة، وأنّ "فاغنر" كانت تحاول على ما يبدو مجرّد جس نبض الأتراك في هذا الصدد.

مصر:

  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية بتاريخ 17 شباط/فبراير تحدثت عن توجيه الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي أوامر لمسئول عسكريّ رفيع بإنتاج 40 ألف صاروخ ليتم شحنها إلى روسيا. الوثيقة ذكرت أن الرئيس السيسي أصدر تعليمات للمسؤولين المعنيين بالحفاظ على سرية إنتاج وشحن الصواريخ "لتجنب المشاكل مع الغرب". نفت القاهرة وموسكو المعلومات التي وردت في الوثيقة المذكورة.

الإمارات العربيّة المتحدة:

  • وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزيّة بتاريخ 9 آذار/مارس تشير إلى أنه في أواسط شهر كانون ثاني/يناير الماضي، رُصد عملاء من جهاز الأمن الفيدرالي الروسيّ وهم يتحدثون عن عقدهم تفاهما مع نظرائهم الإماراتيين للعمل معا ضد أجهزة الاستخبارات الأمريكيّة والبريطانيّة. الوثيقة تضمنت استخلاصا من هذه المعلومات يقول أن "الإمارات ترى التعاون الاستخباري مع روسيا كفرصة لتمتين العلاقات بين أبو ظبي وموسكو وتنويع شراكاتها الاستخباريّة في ضوء القلق من تراجع الولايات المتحدة من المنطقة". قامت الحكومة الإماراتيّة بشكلٍ رسميّ بنفي هذه المعلومات عبر بيان أرسلته لوكالة "اسوشيتد برس" التي كانت أول من نشر تقريرا عن هذه الوثيقة. وشدّد بيان الحكومة الإماراتيّة على أن المعلومات الواردة في الوثيقة  "خاطئة بشكل قاطع".

هديّة العدد: 

نظرا لحبّي للخرائط، فقد قررتُ تصميم بوستر لخريطة مدينة القدس وتقديمها للقرّاء كأولى هدايا النشرة بمناسبة موسم الأعياد. لقد أردتُ إنتاج خريطة تُركّز على الفضاء الحضريّ للمدينة بكلّ أبعاده من مبانٍ وأزقّة وشوارع رئيسيّة ومرتفعات، بكل ما ينطوي عليه هذا السياق الحضريّ من فوضى وانتظام في آن معا. الصور أدناه مجرّد نموذجٍ توضيحي للتصميم، فقد أنتجت من هذا البوستر سبعة نماذج مختلفة بألوانٍ وثيماتٍ متنوّعة لتناسب أوسع طيف من الأذواق والتفضيلات الشخصيّة. للحصول على هذه النماذج جميعها بجودة مرتفعة للطباعة وبمقاس A3، بإمكانكم الدخول إلى قناة النشرة في "تيليغرام" حيث سأنشر التصميمات السبعة هناك هذه الليلة. كما سأكون سعيدا بمشاركة نماذج الطباعة مع كل من يرغب في الحصول عليها من خلال البريد الإلكتروني أيضا. إذا قام أحدكم بطباعة البوستر، يُرجى مشاركتي بصورة له .. وكل عام وأنتم بخير.

سياسة دوليّة وإقليميّة: 

  • في موقع "المونيتور"، لقاء حصري ومهم مع الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة الأميركية المركزيّة (سينتكوم)، تحدّث فيها عن مناورة "الرمال الحمراء" التي أجرتها وحداتٌ من سلاح الدفاع الجويّ في الجيشين الأمريكي والسعوديّ مؤخرا للتصدّي لخطر الطائرات المسيّرة، والتي سبق وأن تناولناها في العدد الأول من النشرة. يقول كوريلا أنّ المناورة تضمنت خمس تدريباتٍ بالذخيرة الحيّة وقد كانت ناجحة تماما، حيث جرت محاكاة التصدّي لطائرات مسيّرة شبيهة بالطرازات الإيرانيّة على مستوى السرعة والارتفاع. كوريلا شدّد على أنّ القيادة المركزيّة تعتزم تكرار التمرينات في أيلول/سبتمبر القادم، وبعد إنجاز هذه المناورة، فإنّ (سينتكوم) تعتزم دعوة عسكرييين من بلدٍ أو بلدين آخرين للتدرّب على التصدي لهجماتٍ أكثر تعقيدا بالطائرات المسيّرة. كوريلا قال أنّ القيادة المركزيّة تعمل على دمج تطبيقات الذكاء الصناعي في وحدات القيادة والسيطرة المتقدمة في منظومات الدفاع الجويّ لمساعدة طواقمها على تحديد الأهداف المعادية بطريقة أكثر سرعة وكفاءة، وأن الجيش الأمريكي أسسس مكتبا لدراسة أفضل الخيارات لمنظومات التصدّي للطائرات المسيرّة على غرار طائرة "شاهد-136" الإيرانيّة. كوريلا كشف عن أنّ وحدات تقنيّة في الجيش الأمريكيّ تضع الآن اللمسات الأخيرة على برمجيات تعمل على الهاتف المحمول بإمكانها رصد الطائرات المسيّرة بما فيها طائرات الاستطلاع ونقل البيانات حولها إلى مركز العمليّات الذي سيقوم بـ "فلترتها" من خلال تقنيّات الذكاء الصناعي. كوريلا قال أن البرمجية جرى تجريبها من قبل الجيش الأمريكي مؤخرا وأنها جُرّبت أيضا خلال مناورة "الرمال الحمراء" في السعودية الشهر الماضي، وأن الولايات المتحدة ستعرض تزويدها لحلفائها في منطقة الخليج.
  • وفي سياق ليس بعيد، يكتب مايكل هيرش في مجلّة "فورين بوليسي" مقالا بعنوان "كيف سيثوّر الذكاء الصناعي الحرب؟". يرى هيرش أنه بينما يجري التركيز على التأثيرات المحتملة لتطبيقات الذكاء الصناعي على سوق العمل، وعلى خسارة أصحاب الياقات البيضاء بالتحديد لوظائفهم، فإنّ الثورة الأكثر أهميّة للذكاء الصناعي ستحدث فعليّا في مضمار الحرب. يرى الكاتب أن تأثيرات هذه الثورة يمكن أن تصل لميدان الحرب من خلال قناتين. الأولى هي استبدال الإنسان المقاتل بالأنظمة غير المأهولة من دبابات ومسيّرات وطائرات، مشيرا إلى البرنامج السريّ الذي يطوّره سلاح الجو الأمريكيّ حاليا لبناء 1,000 طائرة مسيّرة لتعمل جنبا إلى جنب مع الأسطول الجويّ المأهول. أما القناة الثانية فتتمثّل في تقليل الوقت المطلوب لعملية اتخاذ القرار العسكريّ وذلك من خلال الاعتماد على الذكاء الصناعي لصياغة التقييمات الاستراتيجيّة والعمليّاتيّة. رغم المزايا التي يحققها إدماج تطبيقات الذكاء الصناعي في الأنظمة التسليحيّة وفي منظومات القيادة والسيطرة واتخاذ القرار، إلا أنّ هيرش ينبّه أيضا إلى الخطورة الكامنة في تلاشي الحدود بين الهجمات النووية والهجمات التقليديّة نتيجة لاستخدام هذه التقنيّات وفي الدمار الكبير الذي يمكن أن يتسبب به الاعتماد الكبير عليها، ناهيك عن المخاطر المحتملة للكسل البشريّ الناجم عن الإيمان شبه المطلق بالإمكانيّات الكبيرة لتطبيقات الذكاء الصناعي وتسليم مقاليد القرار لها. وعلاوة على ذلك، يعتقد الكاتب أن تطبيقات الذكاء الصناعي ستلعب دورا كبيرا في تغيير ديناميكيّات الاستخبارات، حيث أن انتشار هذه التطبيقات على نطاق واسع، على عكس ما كان عليه الحال خلال حقبة الحرب الباردة، سيمنح الكثير من اللاعبين الجدد، ومن بينهم التنظيمات الإرهابيّة، القدرة على الوصول إلى المعلومات المرتبطة بالتصنيع العسكريّ، أو المعلومات المرتبطة بأهداف خصومهم بسهولة أكبر، خاصّة وأن جزءا كبيرا من البيانات اليوم يقع بحوزة الشركات الخاصة، الأمر الذي يجعلها أكثر قابليّة وهشاشة أمام عمليّات التجسس الرقمي.
  • في موقع "معا"، ترجمة لتقرير عن "هآرتس" الإسرائيليّة لتقديرات شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة "أمان" عن احتمالات الحرب. ترى أمان أن خطر اندلاع حربٍ واسعة في العام المقبل في تزايد رغم أن إيران وحماس وحزب الله ليسوا معنيين بذلك. وتشير "أمان" إلى أنّ هذه الأطراف تبدو أكثر استعدادا اليوم للمخاطرة والمقامرة بنشاطات عدائية أكثر جرأة، وخاصة في ضوء الأزمة الإسرائيليّة الداخليّة. ومن جهة أخرى، ترى شعبة الاستخبارات الإسرائيليّة أنّ هناك انطباعا تولّد مؤخرا لدى الأوساط الإسرائيليّة بأن الأمريكيين باتوا أقل حماسة لمشاركة المعلومات الاستخباريّة والخطط العمليّاتيّة مع نظرائهم الإسرائيليين، وأن هناك برودا في النظرة لإسرائيل، حتى في المستويات المهنية في واشنطن. كما أن واشنطن قلقة من احتمالية أن تتصرف إسرائيل بعدم مسؤولية في المناطق المحتلّة، أو أن تجرهم لتبادل اللكمات مع إيران.
  • في موقع "المنصّة"، يكتب محمّد المجدلاوي مقالا بعنوان "ماذا حدث للإسرائيليين؟ في أسئلة الماضي والمصير"، يُشرّح فيها الأزمة الداخليّة الإسرائيليّة من منظور مختلف، ويخصّص جانبا من المقال لفهم أبعاد المُساهمة الإسرائيليّة اليساريّة في محاولة صياغة برنامج سياسيّ للفلسطينيين من خلال اختراق بعض الأوساط الحقوقيّة الفلسطينيّة ومحاولات بناء فضاءات تشاركيّة بين الطرفين تتجاوز الحساسيّات التقليديّة. يرى المجدلاوي أنّ صعود الصهيونيّة الدينيّة في إسرائيل لا يمكن ردّه إلى إرتفاع معدلات الولادة بين اليهود الشرقيين، أو النجاحات الانتخابيّة فحسب، بل بشكلٍ أكثر أهميّة وحسما، لعجز أي مكون يهودي ذي طابع ليبرالي في مقاربة متطلبات استحقاق رئيسيين، الأول استكمال مشروع الاستيطان الاستعماري في المناطق المحتلة عام 1967 وفتح ملف الوجود الفلسطيني في الداخل المحتل ووضعه في مرمى الاستهداف. أما الاستحقاق الثاني فيتصل بموقع إسرائيل المحوري في الحقبة النيوليبرالية ضمن المنظومة الكونية لعلاقات السوق الحر. يعتقد المجدلاوي أن صعود اليمين الديني في إسرائيل لا يعني بحد ذاته أننا أمام هزيمة وشيكة لإسرائيل، أو أن هذا أمرٌ سيء بالنسبة للمشروع الصهيوني، لأن اليمين طبقا له، أثبت قدرته على تكوين ومأسسة طبقته السياسية وحواملها الاجتماعية واستيفاء متطلبات القيادة، وعلى إيجاد التوليفة المناسبة بين أقصى المحددات الأيدولوجية المتشددة وأدنى مقتضيات الواقعية السياسيّة. كلّ هذه المعطيات تدفع الكاتب في النهاية للاستخلاص بأنّ "إسرائيل الليبرالية" لم تكن سوى طورٍ في المسار التأسيسي للمُستعمرة، كان المرور به، كما تَخطّيه إلى غير رجعة، أمر حتميّا.
  • في موقع "شبكة الهدهد"، ترجمة لتعليق الجنرال آموس يادلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيلية، حول التصعيد الأخير على جبهات سوريا ولبنان وغزّة. يرى يادلين أنه وبالرغم من أنّ المسجد الأقصى هو "مولّد الأزمة"، إلا أنّ الحدث الذي نراه أمامنا ليس فلسطينيا فقط بل حدثٌ متعدد الساحات، وما قد يترتب عليه قد يطال هذه الساحات جميعا وليس الساحة الفلسطينية وحدها. يعتقد يادلين أن الردع الإسرائيلي تعرّض للتآكل فعلا، لكنه يُشدّد على ضرورة التمييز بين الردع الإسرائيلي الاستراتيجي -الذي يرى أنه لا يزال قويا- وبين تقدير الأعداء أن مستوى الاستفزاز الإسرائيلي قد ارتفع، محذرا من مغبّة وقوع أعداء إسرائيل في الخطأ الكلاسيكي لسوء التقدير. يادلين يعتنق الفكرة السائدة في العديد من الأوساط الإسرائيلية والتي ترى أن مسألة استعادة الردع والقيام بخطوات عسكرية عمليّة يجب أن تبدأ من الداخل الإسرائيلي أولا، أي من خلال وقف خطة التعديلات القضائية واستعادة علاقة أفضل مع الولايات المتحدة وتوفير مقدار من الإجماع الداخلي على القرارات الاستراتيجية المقبلة.
  • في ضوء انتهاء مناورات "السيف المشترك" التي نفذها الجيش الصيني بهدف محاكاة "ضرب طوق" حول جزيرة تايوان مؤخّرا، تقرير مدعّم بالخرائط من مركز الدراسات الدوليّة والاستراتيجيّة يرصد ويحلّل كل التمارين والتدريبات العسكريّة التي قام بها الجيش الصيني حول جزيرة تايوان خلال شهر نيسان/أبريل الجاري، وذلك بعد تصاعد التوترات الصينية التايوانيّة في ضوء لقاء الرئيسة التايوانيّة تساي إينغ وين ورئيس مجلس النوّاب الأمريكي كيفن مكارثي في الأسبوع الأوّل من الشهر الجاري.
  • في موقع "الجزيرة"، يكتب سعيد الحاج مقالا بعنوان "الانتخابات البرلمانية التركية أعقد مما تبدو بكثير". يرى الحاج أنه ورغم اعتماد النظام الرئاسي في تركيا عام 2017، إلا أن الانتخابات البرلمانية تبدو اليوم أكثر أهمية وحساسية وتعقيدا مما كانت عليه في الاستحقاق السابق في 2018، رغم الأولوية التي تحتلها الانتخابات الرئاسيّة. ويعزو الحاج هذه الأهمية إلى عوامل مختلفة من بينها منظومة التحالفات القائمة، وحالة الاستقطاب الشديد، ووعود المعارضة بإعادة البلاد للنظام البرلماني بما يعني حاجتها للحصول على أغلبية ثلثي مقاعد البرلمان لإقراره مباشرة أو لنسبة 60% منها لعرضه على استفتاء شعبي. يشرّح الكاتب السيناريوهات التي قد تلجأ لها الأحزاب الكبيرة كالعدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري لبناء تحالفاتها الانتخابية والبرلمانية مع الأحزاب الصغيرة والعقبات التي تقف في وجه هذه الخطط. وللاستزادة، تحليلٌ في موقع "المونيتور" يسلّط الضوء على دور النساء المحافظات في الانتخابات التركيّة القادمة، وعلى تأثير هذه الكتلة التصويتيّة الكبيرة على نتائج حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي كان يعدّ الخيار المفضّل لهن خلال العقدين الماضيين. التحليل يتساءل عما إذا كان دعم الحزب في هذا الوسط سيشهد تراجعا خلال الانتخابات القادمة بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة وبسبب عجز الحزب عن تحسين الواقع الاجتماعي لهؤلاء النسوة.
  • في صحيفة "الشرق الأوسط"، يُجري غسّان شربل لقاءا مع موظّف عراقي متقاعد كان مُقربا من الرئيس الأسبق صدّام حسين بعد سقوط بغداد. يقول الموظف العراقي أن صدّام كان قريبا من ساحة الفردوس حين أزالت مدرعة أمريكي تمثاله هناك، وأنه قاد بنفسه أول عملية للمقاومة العراقية في نفس الليلة ضدّ مواقع أميركية في محيط مسجد أبو حنيفة النعمان في الأعظمية. التقى المتقاعد العراقي بصدّام مرتين بعد السقوط، وفي لقائهما الثاني يوم 18 يوليو/تموز، عبّر صدام عن شعور بالخيبة نتيجة لاستنكاف المحافظات العراقيّة عن التصدّي لغزو قوّات التحالف، وذكّر الحاضرين في الاجتماع بأنه إذا سقط العراق ستُفتح كل الأبواب أمام إيران وسيمتد نفوذها حتى المغرب.

اقتصاد:

  • في موقع "بلومبرغ"، تقرير عن الصعوبات التي قد تواجه العاصمة السعوديّة الرياض في منافسة دبي كمركز للمال والأعمال في المنطقة. يستخلص التقرير أن الطريق لا زال طويلا أمام الرياض للوصول إلى هذه المكانة نظرا للعقبات المتعلقة بالبنية التحتية والنقل ونمط الحياة الأكثر انغلاقا من دبي، ناهيك عن طول الإجراءات الحكومية المتعلقة بمنح إقامات العمل. يلفت التقرير إلى أن واحدة من عقبات هذا التحول نحو الرياض هو الضغط على سوق الإسكان، حيث أن هذا السوق عاجز في اللحظة الحالية عن توفير المساكن اللازمة، وبالمواصفات الأقرب لنمط الحياة الغربية، للقادمين الجدد، وهو ما أدى لارتفاع أسعار الإيجارات في المدينة، خاصة مع بروز ظاهرة انتقال الشباب السعوديّ من المدن الأخرى للعاصمة من أجل العمل. وفي سياقٍ متصل، خبر من "بلومبرغ الشرق" عن تطلّع شركة "هواوي" الصينيّة لجعل العاصمة السعوديّة المقر الرئيسيّ لعملياتها في منطقة الشرق الأوسط قريبا.
  • في "فايننشال تايمز"، تقريرٌ عن سعي أرباب مؤسسات رأس المال الجريء (Venture Capital) والشركات الناشئة (Startups) في وادي السيليكون الأمريكي للحصول على تمويلاتٍ من بلدان الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعوديّة، وذلك في ضوء جفاف مصادر التمويل التقليديّة في العالم الغربي بسبب تغيّر بيئة أسعار الفائدة خلال السنة الأخيرة وأزمة شركات التقنيّة الغربيّة بعد انحسار موجة الوباء العالمي. يُشير التقرير إلى أنّ الكثير من الشركات الناشئة التي كانت ترفض السعي للحصول على تمويلٍ من دولٍ كالسعوديّة في السابق لأسباب سياسيّة، تطمح الآن لبناء علاقات أوثق مع الصناديق الاستثماريّة هناك أملا في الحصول على رأس المال، مُتجاهلة الدوافع الأخلاقية التي سبق وأن قدّمتها لرفض التمويل السعوديّ في الماضي. التقرير يرصد جانبا من استثمارات صندوق "سنابل" التابع لصندوق الاستثمارات العامّة السعوديّ، حيث قام الصندوق في الآونة الأخيرة، بحسب التقرير، ببناء شراكاتٍ استثماريّة مع حوالى 40 شركة في وادي السليكون، وهو يطمح لأن يستثمر المزيد من المال في الوادي، حيث تبدو الفرصة الآن مواتية لهذا النوع من الاستثمارات في ضوء انخفاض تقييم شركات التقنيّة بعد الأزمة وحاجتها للمال.
  • في موقع "الشرق"، خبر عن خطة شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية لبناء منشأة لتصنيع بطارياتها من طراز "ميجاباك" في مدينة شانغهاي الصينية. المصنع الذي ستبلغ طاقته الأولية 10 آلاف وحدة بطارية سنوياً من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في الربع الثاني من عام 2024. وسيكون هذا المصنع الثاني لشركة "تسلا" في المدينة الصينية الكبرى بعد مصنع "شنغهاي جيجافاكتوري" الضخم الذي بدأ العمل فيه في عام 2019. وفي سياق متصل، خبر عن تحقيق الشركة لأعلى رقم مبيعات خلال الربع الأول من العام الجاري، رغم أنّ الرقم المحقق كان أقل من التوقعات، وخاصة بعد قرار الرئيس التنفيذي إيلون ماسك تخفيض الأسعار أملا في زيادة المبيعات وتلافي مخاطر انخفاض الطلب وازدياد المنافسة.
  • في موقع "حبر"، يكتب علي عواد مقالا بعنوان "بين غوغل ومايكروسوفت: هل يلقى محرك البحث الأشهر مصير ياهو؟"، يُسلط من خلاله الضوء على آخر التطورات في مجال تطوير شركات التقنية الكبرى لتطبيقات الذكاء الصناعي. يذكرنا عوّاد بمحرك بحث "ياهو" الذي لم يستطع الصمود أمام محرك بحث "غوغل" في بدايات تعاملنا مع الإنترنت، ويوضح بالأرقام كيف أن محرك البحث هذا أصبح مع الوقت الدجاجة التي تبيض ذهبا لـ "غوغل"، حيث جاء حوالي 58.1% من إيرادات الشركة عام 2022 من إعلانات المحرّك. يوضح عوّاد أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تطوّرها شركة "مايكروسوفت" اليوم وعلى رأسها تطبيق ChatGPT المُدمج في محرّك البحث Bing قد تجعل من محرك البحث "غوغل" المعروف "ياهو" آخر، خاصة وأننا نعيش الآن لحظة الانتقال من عصر محرك البحث التقليدي إلى عصر الرفيق الرقمي.
  • في موقع "المنصّة"، يكتب عمرو عادلي مقالا يحاول فيه الإجابة عن سؤال "لماذا لم يؤدِ انهيار سعر الصرف لزيادة الصادرات؟" في مصر بعد سلسلة الانخفاضات في قيمة الجنيه. يرى عادلي أنّ سبب عدم استجابة الصادرات والواردات المصريّة للتغيرات في سعر الصرف تعود بشكلٍ رئيسي إلى: 1- تركّز هيكل الصادرات المصريّة على الموارد الطبيعية من بترول وغاز أو على السلع التي تعتمد على مدخلات الطاقة بشكلٍ كثيف كالبلاستيك والأسمدة الزراعية والحديد والصلب، والتي يعتبرها صادرات "بترولية متنكرة"، 2- اعتماد الصادرات المصريّة على نسبة كبيرة من واردات السلع الوسيطة والرأسماليّة في تكوينها، وهو ما يضعها في حالات انخفاض سعر الصرف تحت ضغوط كبيرة تؤدي بها غالبا إلى التراجع وليس التزايد كما تقول النظريات الاقتصادية. يرى عادلي أن معالجة هذه القيود الهيكلية بحاجة إلى "سياسة تصنيعية" تتجاوز فحسب الدعم العام للمصدرين، بل تنسيق عملية التصنيع بين الدولة والمصدرين على المستوى القطاعي وعلى مستوى صناعاتٍ بعينها داخل كل قطاع.

ثقافة ومجتمع وفنون:

  • في موقع "جُمار"، تحقيق موجع لاستبرق الزبيدي بعنوان "مواطنون استثناء: عيش غجر العراق بين خرائب المدن ورفض السلطات"، تُسلّط فيه الضوء على مأساة التشرّد والنبذ التاريخيّة التي يعيشها غجر العراق منذ قرنٍ من الزمن، وعن الأهوال التي يتعرضون لها يوميا من أجل تأمين لقمة عيشهم ومحاولة الحصول على شيء من الاعتراف بآدميتهم في ظل مجتمع قاسٍ أدمن وصمهم وسلطاتٍ اعتبرتهم على الدوام خارج الزمان والمكان.
  • في موقع "مواطن"، لقاء مع المعماري السوري ناصر الرباط، يتحدّث فيه عن مسيرته في دراسة الهندسة والتاريخ المعماريين من جامعة دمشق وصولا إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، وعن رحلاته إلى البيوت الدمشقيّة العتيقة والقاهرة المملوكيّة وتأثره في البدايات بالمعماري المصريّ حسن فتحي ونقده على أرضية أكثر شموليّة لاحقا، وعن تطوّر مهنة العمارة في ظل الرأسماليّة.
  • ولمحبي النوم، ولمن يعانون في بناء علاقة حميمة وصحيّة معه، تقريرٌ مصوّر بديع من موقع وكالة "رويترز" عن عالم النوم وعن علاقة أجسادنا وساعاتنا البيولوجيّة وخلايانا به.


(Visited 399 times, 1 visits today)