حين أوشكتْ عمليّة تجهيز هذا العدد من النشرة على نهايتها، جاءت الأخبار من جنوب لبنان مُعلنة أنّ نهاية الأسبوع لن تكون هادئة، وأنّ الأعياد اليهوديّة لن تكون ربيعيّة تماما. فقد أطلقت فصائل فلسطينيّة رشقاتٍ صاروخيّة من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيليّة في الجليل الأعلى. وسرعان ما أدّى الحدث لتسخين أجواء المنطقة التي كانت تعيش أصلا حالة تسخين بطيء ومتراكم خلال الأسابيع الأخيرة، رغم ما كانت توحي به المصالحات الإقليميّة الأخيرة من هبوبٍ لنسماتٍ باردة قد تدفع الجميع إلى منطقة التهدئة والتفاهمات والتقاط الأنفاس.

حتى نفهم عمليّة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وما تبعها من تصعيدٍ محدود، فمن الأفضل وضعها في السياق الأوسع للأحداث في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة: عملية مجدو، الغارات الإسرائيليّة الكثيفة على سوريا، اقتحام المسجد الأقصى والتنكيل بالمصلين فيه، زيارة إسماعيل هنيّة لبيروت في يوم إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان. كانت هذه الحوادث تدور وفي خلفيّتها مشهد استمرار الأزمة الإسرائيليّة الداخليّة التي أقضّت مضجع طبقة الحكم في تل أبيب، ودفعت أركان القيادة العسكريّة والأمنيّة للتنبيه من أنّ تبعاتها ستطال قدرات إسرائيل الردعيّة ومناعتها أمام أعدائها.

لقد كان من الممكن الاكتفاء بإطلاق الصواريخ من قطاع غزّة ردّا على ما جرى في المسجد الأقصى، لكنّ انطلاقها من جنوب لبنان كان تأكيدا دامغا على أنّ الأمر يتجاوز ما يجري في القدس، وأنّ ما نراه هو مستوى جديد من التنسيق والتخطيط بين أطراف المحور الممتدّ من طهران لغزّة، والذي بات يُدرك أنّ لديه فرصة مثاليّة للضغط على أعصاب إسرائيل في هذا الوقت الحرج من أزمتها بأعمالٍ محسوبة لا تطال خطّ الانفجار الكامل، لكنّها أيضا جريئة بما يكفي لإيصال رسالة مفادها أنّها جاهزة للوصول لهذا الخط، وأنّها ربما هي، وليس إسرائيل، من سيفرض توقيت الوصول له في المرّة القادمة.

من الصعب الإجابة عن سؤال إلى أين ستصل حالة التسخين الحاليّة. ومن المبكّر أيضا الخروج باستخلاصاتٍ حاسمة ونهائيّة حول تبعات الأزمة في إسرائيل على قدراتها في تفعيل الخيارات العسكريّة واسعة النطاق. هذا الوضع الدقيق لخصه أحد الباحثين في معهد هرتسيليا الإسرائيلي حين قال: "اللقاء بين الجرأة المتزايدة لأعداء إسرائيل على خلفية أزمتها الداخلية والتشدد في الرد الإسرائيلي من منطلق الرغبة في توضيح أن الردع والقدرات العسكرية لا تزال كما هي، هو وصفة لتطوّر وتدهور للأحداث وبسرعة قد تصل لتصعيدٍ واسع، كل هذا عندما تعتمد كلٌ من إسرائيل وأعدائها على ساحات داخليّة غير مستقرة".

وفي سياقٍ إقليميّ ليس بعيدا كثيرا، شهد الأسبوع الجاري اقتراب قطار التطبيع السوريّ العربيّ من محطته الأخيرة، بعد الأنباء التي تحدّثت عن نية السعوديّة توجيه دعوة للرئيس بشار الأسد لحضور القمّة العربيّة المُزمع عقدها في الرياض في مايو/أيّار المقبل. وقد تعزّزت أجواء التهدئة والتصالح في المنطقة مع التقارير التي تحدّثت عن اقتراب طيّ صفحة حرب اليمن وتزايد احتمالات التوصّل إلى اتفاق سلامٍ شامل بين الأطراف المتنازعة هناك. تأتي هذه التفاهمات في إطار السلسلة المستمرة من اتفاقيات التقارب والتطبيع بين الفرقاء الإقليميين المختلفين خلال العام الأخير والتي من المتوقع أن تشهد تطورات جديدة في المستقبل المنظور.

لقد حاولت في هذا العدد من النشرة تغطية أجواء المصالحات الأخيرة، وقد وجدت مقالا يلخص جوانب عديدة مما يجري، كتبه عمرو عادلي في موقع "المنصّة". يرى عادلي أن هنالك ثلاث دلالات لهذه المصالحات، وهي: 1- احتلال دول الخليج لموضع مركزي في كل هذه الترتيبات انعكاسا لتزايد النفوذ الاقتصاديّ لها في المنطقة والعالم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة بعد حرب أوكرانيا 2- رغبة الأطراف جميعها في الوصول إلى صيغة من الاستقرار التي كانت توفرها القوّة الأمريكيّة قبل بدء انسحابها التدريجي في المنطقة عام 2008 على يد إدارة أوباما 3- حالة التعب التي أصابت جميع الأطراف بسبب محاولاتها المُستميتة لبناء مناطق للنفوذ الإقليمي في ظل الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة خلال العقد الأخير.

بخلاف ذلك، غطّت النشرة قرار السعوديّة ومجموعة "أوبك +" الأخير لتقليص إنتاج النفط بدءا من الشهر القادم، والمقترح الأمريكي للتوصّل لاتفاق جزئي مع إيران على وقف أنشطة البرنامج النووي، وزيارة رئيس وكالة الاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة (CIA) غير المُعلنة للسعوديّة. بالإضافة لذلك، ضمّت النشرة لهذا الأسبوع موضوعاتٍ مختلفة عن أزمة الذخائر الأمريكيّة والصراع الصيني الغربي على موارد الليثيوم في القارّة الأفريقيّة وتأثيرات الصعود الديمغرافيّ لفئة اليهود المتدينين على الاقتصاد الإسرائيلي مع "إنفوغراف" للمؤشرات المستقبليّة لهذه الديموغرافيا، بالإضافة لموضوعاتٍ أخرى مختلفة.

هُنا قناة "تليغرام" للنشرة، وهُنا حسابي على موقع "تويتر". الأعداد السابقة من النشرة: العدد الأول، العدد الثاني، العدد الثالث، العدد الرابع.

ديسكليمر: ستضمّ النشرة تحليلاتٍ وتقارير موسّعة ومقالات، وهي لن تُركّز على قضايا وملفّات بعينها، ولن تنتظم تبعا لتصنيفاتٍ جامدة، فما أقدمه هو مجرّد دعوة لمرافقتي في القراءة الحرّة التي أقوم بها عبر الإنترنت كأيّ شخص آخر لا أكثر ولا أقل. لأسبابٍ يطول شرحها، ستكون غالبية مادة النشرة من مواقع أجنبيّة، وسأحرص بطبيعة الحال على أن تكون المواد العربيّة حاضرة دوما، وظنّي أن إمكانيّات “جوجل ترانسليت” أصبحت متقدّمة بما يكفي لمساعدة جميع القرّاء على الإحاطة بالمواد المنشورة بالإنجليزيّة. سيكون جزءٌ من مواد النشرة من مواقع أو صحف تتطلّب اشتراكات ماليّة، لكنني سأحرص على أن يكون هنالك موادٌ من مواقع مفتوحة، وسأكون سعيدا بمشاركة المواد التي تتطلّب اشتراكا مع من يرغب بها عند الطلب. يُسعدني استقبال مشاركاتكم/ن وأفكاركم/ن ومقترحاتكم/ن وهداياكم/ن وشتائمكم/ن ودعمكم/ن المالي والمعنوي وعروض التوظيف المُجزية على العنوان البريدي: [email protected]

سياسة إقليميّة ودوليّة: 

  • في "وول ستريت جورنال"، تقريرٌ حول قرار السعوديّة الأخير لخفض إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل ابتداءا من الشهر القادم. يرى التقرير أنّ الخطوة السعوديّة تعكس تبني وليّ العهد محمّد بن سلمان لسياسة "السعوديّة أولا" في مجال الطاقة والاقتصاد، وهي سياسة تقوم على وضع المصالح السعوديّة قبل أي اعتباراتٍ أخرى، وخاصة في ضوء تزايد المخاوف حول التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في المنطقة. بحسب التقرير، فقد أبلغ وليّ العهد مساعديه مؤخرا أنه لم يعد مهتما بإرضاء الولايات المتحدة، وأنه يريد ثمنا من واشنطن مقابل أي شيء يقدمه لها. التقرير يلفت أيضا إلى أنّ المستشارين الاقتصاديين السعوديين نبّهوا صنّاع السياسة في المملكة مؤخّرا أنّ أسعار النفط يجب أن تبقى مرتفعة للسنوات الخمس القادمة من أجل إنجاز الخطط التنموية المختلفة والمشروعات الكبرى التي بدأتها البلاد كجزء من رؤية 2030، ومن بينها المشروعات السياحيّة الضخمة على ساحل البحر الأحمر ومشروع مدينة "نيوم" العملاق. التقرير يُشير إلى أن القرار السعوديّ قد يضيف المزيد من التوتر إلى العلاقة بين الرياض وواشنطن، خاصّة في ظل مساعي الأخيرة لحصار روسيا اقتصاديّا وحرمانها من عوائد مرتفعة لمبيعات النفط في السوق العالمي بعد الحرب الأوكرانية.
  •  في موقع "المنصّة" كتب عمرو عادلي مقالا بعنوان "الكل قد تعب وحان وقت التصالح"، حلّل فيه دلالات المصالحات الإقليميّة الجارية على قدمٍ وساق منذ ما يزيد على عام. بالإضافة للدلالات التي ذُكرت في افتتاحيّة النشرة لهذا الأسبوع، فقد استخلص عادلي أنّ ثمار هذه المصالحات، إن قُدّر لها الثبات والتطوّر، من شأنها خلق قنواتٍ جديدة لإعادة توزيع الريع النفطي داخل المنطقة، وقد يمتد هذا الأثر إلى ملفات إعادة الإعمار الشائكة في بلدانٍ كاليمن وسوريا وليبيا، وقد يطال لبنان أيضا، الذي يعيش على شفا الإفلاس، وخاصّة إذا ترافق مع تفاهماتٍ أمنيّة أوسع بين دول الخليج وإيران. وفي سياق متصل، تقرير من موقع "المونيتور" عن زيارة وليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات المركزيّة الأمريكيّة إلى السعوديّة. بحسب التقرير فقد عبّر بيرنز عن إحباط وصدمة الإدارة الأمريكيّة من جهود التقارب السعوديّ مع إيران وسوريا التي جرت بوساطة صينيّة وروسيّة.
  • في هذه المدوّنة، كتب صاحب هذه النشرة تدوينة بعنوان "حرب الاستنزاف الإسرائيليّة في سوريا"، قدّم فيها بعض الملاحظات المرتبطة بتحوّل مفهوم "المعركة بين الحروب" إلى نمط عمليّاتي شامل للجيش الإسرائيلي هو أقرب إلى حرب الاستنزاف عندما يتعلّق الأمر بالساحة السوريّة بالذات، بالإضافة إلى تحليلٍ لتوزّع الغارات الإسرائيليّة خلال الآونة الأخيرة وإمكانيّات تطوير منظومة دفاع جويّ سوريّة للتصدّي لها. التدوينة طرحت بعض الأسئلة عن تأثيرات الاتفاق السعوديّ الإيرانيّ الأخير على الحضور الإيراني في سوريا واستمرار الغارات الإسرائيليّة في ظلّ العودة السوريّة للنظام العربي.
  • في موقع "إكسيوس"، تقرير حصري عن مقترحٍ أمريكي جرت مناقشته مع المسئولين الأوروبيين خلال الشهرين الماضيين للتوصّل إلى اتفاق مؤقت مع إيران، يقضي بتجميد بعض أنشطة البرنامج النووي لطهران، وتحديدا تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60% مقابل رفع جزئي للعقوبات عنها. يُشير التقرير، نقلا عن مصادر أوروبيّة وإسرائيليّة، إلى أن طهران ترفض مقترحاتٍ من هذا النوع وأنها لن تقبل بأيّ اتفاق يضمّ أي بنود أقل من خطة العمل الشاملة المشتركة الموقعة عام 2015. بحسب التقرير، فإنّ المقترح الأمريكي يعكس قلق واشنطن المتزايد من التطورات الكبيرة التي قطعها البرنامج النووي الإيرانيّ منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018. وللاستزادة، هُنا تقرير في "جيروزاليم بوست" يستطلع آراء خبراء أمريكيين حول المقترح.
  • في صحيفة "نيويورك تايمز"، تقريرٌ عن محاولات السعوديّة تطوير برنامج نووي بالتعاون مع الولايات المتحدة أو غيرها من البلدان. يُشير التقرير إلى أن سعي السعوديّة للتوصّل لاتفاق مع أمريكا لتزويدها بالتكنولوجيا النووية بدأ في مطلع فترة إدارة الرئيس دونالد ترامب، لكنه لم يصل إلى نتيجة بسبب تعقيدات قانونيّة مختلفة، وبسبب مخاوف من إعاقة الكونغرس لهذا النوع من التعاون. التقرير يشير أيضا، نقلا عن مصادر سعوديّة وأمريكيّة، إلى أنّ العائق الرئيسي أمام استحواذ السعوديّة على التكنولوجيا النووية هو رفضها التقيّد بالشروط التي تضعها واشنطن في هذا الصدد، ومن بينها الالتزام بعدم تخصيب اليورانيّوم وإعادة معالجته على أراضي السعوديّة، بالإضافة إلى حالة عدم الثقة القائمة بين إدارة بايدن والديمقراطيين من جهة والقيادة السعوديّة من جهة أخرى. بالإضافة لذلك، يُسلّط التقرير الضوء على التعاون السعوديّ الصيني في مجال تطوير مناجم اليورانيوم في المنطقة الشرقيّة في السعودية، حيث لا تقتصر طموحات المملكة على بناء برنامج للطاقة النووية، بل وأيضا استغلال موارد البلاد من اليورانيوم وتصديره على هيئة وقود نووي.
  • في موقع "بلومبرغ"، تقرير موسّع عن الازدهار الذي تشهده صناعة السلاح الألمانيّة بعد الحرب الأوكرانيّة. التقرير يُسلّط الضوء على التحوّل التاريخي الذي أطلقته الحرب في ألمانيا، وعن الخطط الشاملة لإعادة بناء الجيش والقاعدة الصناعيّة العسكريّة، بعد إقرار موازنة 100 مليار يورو لهذا الغرض. التقرير يحتوي على لمحة عن أهم منظومات السلاح التي أرسلتها ألمانيا لأوكرانيا خلال العام الأخير، ومن بينها دبابات ومدافع ميدان ومضادات طيران ورادارات. وفي سياق ليس بعيد، تقرير من موقع "ذا وور زون" عن شراء فنلندا لنظام "مقلاع داود" للدفاع الجويّ بعيد المدى الذي تُصنّعه شركة "رافاييل" الإسرائيليّة. الصفقة التي تبلغ قيمتها 345 مليون دولار أعلن عنها بعد يومٍ واحدٍ فقط من انضمام هلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". التقرير يحتوي على تفصيلاتٍ تقنيّة حول "مقلاع داود" وعن الفائدة العملياتيّة التي سيجلبها لنظام الدفاع الجوي في فنلندا في التصدي للصواريخ البالستية قصيرة المدى والصواريخ المُجنّحة وغيرها من التهديدات الجويّة. التقرير يعكس الفوائد التي ستجنيها صناعة السلاح الإسرائيليّة من جرّاء استمرار الحرب الأوكرانية وسعي البلدان الغربيّة إلى إعاد هيكلة سياساتها الدفاعيّة.
  • في ظلّ استمرار النقاش في الدوائر الغربيّة حول أزمة نضوب الذخائر في المخازن الأمريكيّة والأوروبيّة، يكتب سيث جونز، الخبير الدفاعي والمستشار السابق لقائد القوّات الخاصّة الأمريكيّة في أفغانستان، مقالا في مجلّة الشئون الخارجيّة بعنوان "أزمة الذخائر الأمريكيّة التي تلوح في الأفق". يُشير جونز إلى أنّ الحرب الأوكرانيّة كشفت أن القاعدة الأمريكيّة الصناعيّة ليست كافيّة لتحمّل سيناريو ذهاب أمريكا إلى حرب مع الصين الآن. جونز يُشدّد على أنّ أزمة نضوب الذخائر تُشكّل أيضا تآكلا للردع الأمريكيّ، لأنها تُظهر الولايات المتحدة كقوّة لا تستطيع خوض حروب استنزافٍ طويلة. جونز قدم بعض التفصيلات عن اللعبة الاستراتيجيّة التي نفّذها خبراءٌ في مركز الدراسات الدوليّة والاستراتيجيّة الأمريكي الذي يعمل فيه لمحاكاة هجومٍ برمائيّ صيني على جزيرة تايوان عام 2026، حيث كشفت عملية المحاكاة أنّ الجيش الأمريكيّ سيستهلك مخزونه من بعض الأسلحة المهمّة خلال أول ثلاثة أسابيع من الحرب، وبشكلٍ خاص الصواريخ بعيدة المدى، إذ قدّرت المحاكاة استهلاك 5,000 صاروخ بعيد المدى من مختلف الطرازات خلال هذه المدّة. يرى جونز أنّ الجيش الأمريكيّ بحاجة إلى طرح السؤال حول ما إذا كانت عمليّة التخطيط العسكريّ ملائمة بالفعل لطبيعة وحقائق جولات القتال الكثيفة التي قد تندلع في مسرحٍ عسكريّ أو أكثر. يقول جونز أنّ طلبات شراء الأسلحة من قبل "البنتاغون" تستند إلى الخطط العمليّاتيّة، وهي الخطط المُصممة غالبا لحروبٍ قصيرة. ولذلك، فبدلا من طلب "البنتاغون" من الشركات الدفاعية تقييم قدراتها لإنتاج منظومات معيّنة، كما يحدث أحيانا، فإنّ الخيار الأمثل هو أن تقوم وزارة الدفاع بتقييم ما تريد في ظل سيناريوهات حربيّة مُحددة وأن تطلب من الشركات الدفاعيّة بإنتاج ما ينقصها في هذا الصدد.
  • في موقع "حبر"، يكتب أحمد نظيف مقالا بعنوان "انتفاضة قانون التقاعد: هل تلفظ الجمهوريّة الفرنسيّة الخامسة أنفاسها"؟، يُقدّم من خلاله إطلالة على أهم التعديلات التي طرأت على نظام معاشات التقاعد في فرنسا، وكيف ساهمت هذه التعديلات في تفجير انتفاضة احتجاجيّة في شوارع باريس. يشرح نظيف كيف أن القانون أطلق من القمقم حركة شعبيّة واسعة، لا ينصبّ احتجاجها على تعديلات قانون التقاعد فحسب، بل على مُجمل السياسات النيوليبراليّة وعلى الطبقة السياسيّة المُستندة على البرجوازيّة الكبيرة. كما يُشير كيف كشفت هذه الاحتجاجات الغضب الكامن ضدّ الجمهوريّة الفرنسيّة الخامسة، وتحديدا في كونها أعطت الرئيس صلاحيّات تنفيذيّة وتشريعيّة واحدة، الأمر الذي قد يفتح الباب أم كتابة عقدٍ اجتماعيّ جديد تقوم عليه جمهوريّة سادسة تنهي الجمهوريّة التي أسسها الجنرال شارل ديغول قبل ما يزيد عن ستّة عقود.

اقتصاد: 

  • في موقع "معهد الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، تحليل بعنوان "بعيون مفتوحة، إسرائيل ذاهبة نحو الركود الاقتصاديّ". يخلُص التقرير الذي كتبه باحثان إسرائيليان أحدهما أستاذٌ للاقتصاد في الجامعة العبريّة، إلى أن واحدا من التحديات الوجوديّة التي تواجه إسرائيل اليوم هو إدماج اليهود المتدينين في النسيج الاجتماعي والأنشطة الاقتصاديّة. ويرى الباحثان أنّ النمو الاقتصاديّ الذي حققته إسرائيل خلال العقدين الماضيين يقبع الآن في دائرة الخطر، لأنّ المؤشرات الاقتصاديّة الإيجابيّة الراهنة تتصادم مع المؤشرات المستقبليّة للديموغرافيا الإسرائيلية. يُشير التحليل إلى أن الإصلاحات الاقتصاديّة التي بدأها بنيامين نتنياهو عندما كان في منصب وزير الماليّة عام 2003 أسهمت في تشجيع الإناث في مجتمع المتدينين اليهود على الالتحاق بسوق العمل، وإلى خلق إطار تعليمي خاص بهن يركز على تطوير المهارات المهنيّة وغيرها من المهارات، الأمر الذي ساهم في ارتفاع معدلات التوظيف في أوساطهن من 50% عام 2003 إلى حوالى 83% مع نهايات العام 2021. بالرغم من ذلك، فإنّ معظم الوظائف التي تشغلها النساء اليهوديات من مجتمع المتدينين تتركز في قطاعات التعليم والرعاية الاجتماعية، وبالتالي فإنّ أجورهن تبقى أقل بنسبة 20% عن نظيراتهن من غير المتدينات. المفارقة أن الوضع في حالة الذكور المتدينين أكثر سوءا، حيث ارتفعت معدلات التوظيف في أوساطهم من 35% عام 2003 إلى 53% فقط مع نهاية عام 2022. هذا الضعف في المشاركة الاقتصادية يعكس نفسه على مستويات الدخل في الأوساط المتدينة، حيث يقل نصيب الفرد من الناتج المحلي عندهم ثلاث مرات عن نظرائهم غير المتدينين. يعزو الباحثان هذه المؤشرات السلبية إلى نظام التعليم المستقل الخاص بالمتدينين والذي لا يركّز على المهارات المطلوبة للدخول إلى سوق العمل وعلى المواد الرئيسية في هذا الصدد مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية. وبحسب التقرير فإنّ 20% من الإناث في مجتمع المتدينين اليهود و4% من الذكور فقط يستطيعون الالتحاق بالمدارس الثانويّة. يرى الباحثان أنّ هذه المؤشرات تمثّل عبئا على الاقتصاد الإسرائيلي في المدى الطويل وذلك لأن هذه الكتلة من ضعاف التحصيل العلمي ستشكل ثلث التعداد السكاني الإسرائيلي بعد ثلاثة عقود، الأمر الذي من شأنه التأثير على محركات النمو في الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعتمد على قطاعات التقنيّة العالية لتوليد الدخل.
  • في "فايننشال تايمز"، تقرير موسّع عن السباق الصيني الغربي على استغلال موارد الليثيوم في أفريقيا. يقول التقرير أنّ الطلب المتزايد على السيارات الكهربائيّة خلال العقد الحالي، وتحديدا في الأسواق الصينيّة، سيضاعف الطلب على الليثيوم خمس مرّات بحلول العام 2030. ومن المتوقع بحسب التقرير أن توفر القارّة الأفريقيّة خُمس إنتاج العالم من هذا المعدن الذي يدخل في صناعة بطاريّات السيّارات الكهربائيّة بحلول ذلك العام. يُسلّط التقرير الضوء على السرعة الكبيرة التي تُشيّد فيها الشركات الصينيّة البنى التحتية والمعدات اللازمة لاستخراج الليثيوم من بلدان كناميبيا وزيمبابوي وجمهورية الكونغو، ويلفت إلى أنّ هذه الشركات تُهيمن بشكلٍ كلّي أو جزئي على غالبية مشروعات مناجم الليثيوم في أفريقيا. وللاستزداة في سياق قريب، مقال من "الفايننشال تايمز" أيضا يتحدّث عن دخول شركة "تسلا" للسيارات الكهربائيّة بقوّة على خط تصنيع طرازات جديدة من البطاريات في الولايات المتحدة بدلا من الاعتماد على الموردين الكوريين وما قد يعنيه ذلك على أسعار السيارات في المستقبل المنظور.
  • بنك "غولدمان ساكس" يُصدر تقريرا عن صعود تطبيقات الذكاء الاصطناعي. يرى التقرير أنّه إذا تمكنت هذه التطبيقات من تقديم القدرات التي تعد بها للمستخدمين، فإنّ حوالى 300 مليون وظيفة في أوروبا والولايات المتحدة ستكون في خطر، نظرا لأنّ ثلثي الوظائف الحالية في سوق العمل في هذين المنطقتين سيكونان عرضة لمستوى معين من الأتمتة. الأخبار الجيدة، بحسب التقرير، هو أنه من المنظور التاريخي، فقد أدت أتمتة الوظائف في إطار النقلات التكنولوجية الكبيرة إلى خلق وظائف جديدة وزيادة معدّلات الإنتاجيّة، وبالتالي ارتفاع معدّلات النمو الاقتصاديّ في المدى الطويل.
  • لا زالت أزمة انهيار البنوك الأمريكيّة وعلى رأسها بنك "سيليكون فالي" تُثير الكثير من الأسئلة حول ملاءة النظام المالي الأمريكي واحتماليات وقوع العالم في أزمة اقتصاديّة جديدة. في "حبر"، مقال مترجم للعربيّة للاقتصاديّ الأمريكي مايكل هيدسون بعنوان "بعد بنك سيليكون فالي: هل انتهت أزمة البنوك الأمريكية؟". يتحدث فيه عن الحلقة المفرغة التي وقع فيها الاقتصاد الأمريكي بين أسعار الفائدة المنخفضة الهادفة إلى توفير السيولة وأسعار الفائدة المرتفعة الهادفة إلى خفض التضخم. يرى هيدسون أن المشكلة تكمن دائما في الخيارات السياسيّة لأصحاب السلطة الذين يختارون إنقاذ المستثمرين على حساب صغار المودعين والطلاب، وأن هذا الأمر من شأنه أو يولد أزماتٍ أكثر قسوة. كما يسلط الضوء المقال على أزمة "الخسائر غير المحققة" التي تملأ الدفاتر المحاسبيّة للبنوك في الولايات المتحدة نتيجة لانخفاض أسعار سندات الخزينة التي استثمرت فيها مطوّلا وما يعنيه ذلك على قدرتها على التعامل مع تبعات السياسات النقديّة المختلفة للاحتياطي الفيدرالي. وفي ذات السياق، في موقع صحيفة "الأخبار"، لقاء مع الاقتصادي علي القادري يشرّح فيه الأضاليل حول السياسات النقديّة التي اتبعتها الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية العالميّة عام 2008، وعن الاعتبارات السياسيّة التي تؤثر في قدرة أمريكا اليوم على اتباع نفس السياسة.
  • في موقع "أرابيان بزنس"، تقرير عن اعتزام السعوديّة استثمار 38 مليار دولار للتحوّل إلى مركز للرياضات الإلكترونيّة بحلول عام 2030. التقرير يلفت إلى أنّ صندوق الثروة السياديّة السعودي المعروف باسم "صندوق الاستثمارات العامة"، قام بمجموعة من الاستثمارات لشراء حصص في شركات الألعاب الإلكترونيّة وعلى رأسها شركة "نينتندو" اليابانيّة الشهيرة، حيث يستحوذ الصندوق على حصّة 8.3% من الشركة، وهو أكبر مساهم خارجي فيها. يُشير التقرير إلى أن سوق الرياضات الإلكترونيّة في السعوديّة سوقٌ واعدٌ للغاية حيث هناك ما يقارب 21 مليون لاعب في المملكة أي نحو 58% من عدد السكان، وأنه من المتوقع نمو سوق الألعاب الإلكترونية في المنطقة لتبلغ قيمته 2.79 مليار دولار بحلول العام 2026. وفي تأكيد لهذا التوجّه الاستثماري، هُنا خبر من موقع "الشرق بلومبرغ" عن استحواذ مجموعة  "ساڤي غيمز غروب" المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي على شركة "سكوبلي" (Scopely) مقابل 4.9 مليار دولار.

ثقافة ومجتمع وفنون: 

  • في موقع "خط 30"، يصطحبنا سهل عبد الرحمن في رحلة مصوّرة إلى قرية هريد بمحافظة الفيّوم المصريّة، لينقل لنا تجربة أطفال جمع القطن هُناك. سهل تأثّر كثيرا بنوستالجيا والدته عن طفولتها في مواسم الغلال البيضاء وأراد أن يُعيد التواصل مع ذلك العالم مُجددا على نحوٍ حيّ وملموس، فبدأ مشروعا توثيقيّا قبل ما يزيد على عامٍ ونصف، التقط خلاله آلاف الصور للأطفال العاملين في حصاد القطن. في رحلته تلك، ينقل لنا سهل جانبا من حيوات أولئك الأطفال وأحلامهم وأفكارهم وظروف عملهم الصعبة، ويقدّم لنا لمحة عن ظروف الريف المصريّ الذي يُعيد إنتاج نفسه بلا مللٍ وبلا كثير تغيير منذ زمنٍ غابر.
  • في موقع "السفير العربي"، تستكمل الصحافيّة المصريّة منى علام الجزء الثاني من تحقيقها الميداني عن شركة "ستيا" للغزل والنسيج بالإسكندرية، مركّزة في هذا الجزء بشكلٍ خاص على تطوّر المعمار الصناعي في مصر، وعن ذاكرة الأسر المصريّة التي ارتبطت تاريخيا بقطاع الصناعة، وتأثيرات عمليات الخصخصة لهذا القطاع الحيوي على هذه الأسر.
  • مجلة "رحلة" أصدرت عددها رقم 28 بعنوان "الموضة وضحاياها" الذي يضمّ مجموعة من المقالات التي تناقش وتحلّل تورطنا مع الموضة وصرعات الملابس ودور الأزياء.


(Visited 275 times, 1 visits today)