تضمّنت النشرة لهذا الأسبوع مجموعة متنوّعة من المواد ومن بينها تحليلٌ عن عواقب التدخل العسكريّ في النيجر من قبل البلدان الأفريقيّة بعد الانقلاب الأخيرة، ومادّة تتضمّن وثائق سريّة للمراسلات التي جرت بين الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين والقيادة الإيرانيّة عشيّة غزو الكويت في عام 1990، بالإضافة إلى تحليل عسكريّ يُسلّط الضوء على جوانب من عقيدة المدفعيّة الروسيّة وتوظيفها في إطار المعارك على الأرض الأوكرانيّة والتحديات التي تواجهها. كما تضمّنت النشرة مواد مهمّة من بينها تحليل عن أزمة ارتفاع أسعار الغذاء على المستوى العالميّ والاحتكارات التي تشكّلت خلال السنوات الماضية على هذا المستوى، بالإضافة لتقرير موسّع عن القوّى الجديدة الصاعدة في مجال إنتاج المعادن اللازمة لعمليّة التحول الطاقوي كالنيكل والليثيوم والكوبالت، علاوة على تقرير حول صندوق الاستثمارات العامة السعودي ودوره في التنمية المحليّة في المملكة. كما ضمّت النشرة بروفايلا عن الفنّان السويسري الفلسطيني مارك رودن ونصّا مطوّلا كتبته خلود السابا عن تجربتها الشخصية كلاجئة سورية في العراق ثم كلاجئة عراقية في سوريا بكل ما اكتنفته هذه التجربة من محطّات مأساويّة.

هُنا قناة “تليغرام” الخاصة بالنشرة، وهُنا حسابي على موقع “تويتر”. الأعداد السابقة من النشرة: العدد الأول، العدد الثاني، العدد الثالث، العدد الرابع، العدد الخامس، العدد السادس، العدد السابع، العدد الثامن، العدد التاسع، العدد العاشر، العدد الحادي عشر، العدد الثاني عشر، العدد الثالث العشر، العدد الرابع عشر، العدد الخامس عشر، السادس عشر، العدد السابع عشر، العدد الثامن عشر، العدد التاسع عشر، العدد العشرون، العدد الحادي والعشرون، العدد الثاني والعشرون. هذه النشرة تقوم على جهدٍ ذاتي خالص، من الإعداد إلى التحرير وصولا للإخراج وإعداد وتجهيز الرسوم البيانيّة والأرقام المُرافقة لها. إذا أعجبتكم مادتها، فآمل منكم مشاركتها مع من تحبّون. قراءة ممتعة ومفيدة أتمناها لكم في عطلة نهاية الأسبوع.

ديسكليمر: ستضمّ النشرة تحليلاتٍ وتقارير موسّعة ومقالات، وهي لن تُركّز على قضايا وملفّات بعينها، ولن تنتظم تبعا لتصنيفاتٍ جامدة، فما أقدمه هو مجرّد دعوة لمرافقتي في القراءة الحرّة التي أقوم بها عبر الإنترنت كأيّ شخص آخر لا أكثر ولا أقل. لأسبابٍ يطول شرحها، ستكون غالبية مادة النشرة من مواقع أجنبيّة، وسأحرص بطبيعة الحال على أن تكون المواد العربيّة حاضرة دوما، وظنّي أن إمكانيّات “جوجل ترانسليت” أصبحت متقدّمة بما يكفي لمساعدة جميع القرّاء على الإحاطة بالمواد المنشورة بالإنجليزيّة. سيكون جزءٌ من مواد النشرة من مواقع أو صحف تتطلّب اشتراكات ماليّة، لكنني سأحرص على أن يكون هنالك موادٌ من مواقع مفتوحة، وسأكون سعيدا بمشاركة المواد التي تتطلّب اشتراكا مع من يرغب بها عند الطلب. يُسعدني استقبال مشاركاتكم/ن وأفكاركم/ن ومقترحاتكم/ن وهداياكم/ن وشتائمكم/ن ودعمكم/ن المالي والمعنوي وعروض التوظيف المُجزية على العنوان البريدي: [email protected]

سياسة إقليمية ودوليّة:

  • في "فورين بوليسي"، مقالٌ بعنوان "التدخّل العسكري في النيجر مصيره الفشل". يقول المقال أن المخاطر الأمنيّة المتصوّرة على الحدود بين نيجريا والنيجر تجعل القادة في العاصمة أبوجا وغيرها من العواصم الأفريقية في حالة عصبيّة، وأن هذا الأمر قد يؤثر على قراراتهم إزاء التعامل مع الوضع بعد الانقلاب في النيجر. إلا أنّ التقرير يُشير إلى أن بعض الخطوات التي اتخذتها المجموعة الاقتصاديّة لدول غرب أفريقيا "إيكواس" مؤخرا من أجل الضغط على الانقلابيين للتراجع قد تفضي إلى عواقب غير مقصودة. يقول المقال أن هنالك شكوك حول قدرة السلطة الجديدة في النيجر من التحكم بالحدود، إلا أن منظمة "إيكواس" تتجاهل حقيقة أنّ ضبط الحدود في ظلّ الأزمة الإنسانيّة وانقطاع الدعم الدولي عن النيجر سيصبح أكثر صعوبة، الأمر الذي سيفضي في النهاية إلى تسرّب الإرهابيين من النيجر إلى نيجيريا وغيرها من البلدان. يُشير التقرير إلى أن أنشطة الجماعات الجهادية أدت إلى نزوح 300,000 لاجيء من مالي إلى النيجر، وأن هذا العدد مرشّح للزيادة بشكل كبير في حال اندلاعٍ نزاع مسلّح شامل في المنطقة. يقول التقرير أن "إيكواس" سبق لها التدخّل عسكريّا خلال الحروب الأهلية في ليبيريا وسيراليون في بدايات عقد التسعينيات ثم في غامبيا عام 2017، وأن هذه التدخلات قادت إلى استعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أن التدخّل في النيجر سيكون محفوفا بالمخاطر بالنظرلافتقار "إيكواس" للشرعيّة في النيجر، حيث يؤيد قسمٌ معتبرٌ من الناس هناك الانقلابيين وسياستهم. يُشير التقرير إلى أنّه بالنظر لكون نيجيريا هي من تقود "إيكواس" الآن، فإن هذا يجعل التدخّل أكثر تعقيدا بالنظر لما تمر به البلاد من أزمات سياسيّة واقتصاديّة خانقة ناهيك عن التهديدات الأمنية المختلفة التي تجعل من التدخل أمرا فوق طاقة الجيش النيجيري.
  • في موقع "المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، تحليلٌ مطوّل ومهم عن حرب المدفعيّة الروسيّة في أوكرانيا. يقول التحليل أنه بينما تواجه القوّات الروسيّة صعوباتٍ كثيرة في ساحات المعارك المختلفة، إلا أنّ سلاح المدفعيّة لعب دورا مركزيّا في إبقاء القوّات الأوكرانيّة في مأزق خلال الحرب. يُشرّح المقال عقيدة المدفعيّة الروسيّة على مستوى الألوية والكتائب وأهم التكتيكات التي تتبعها في المعارك القريبة ومعارك العمق، بالإضافة إلى سلسلة القيادة والسيطرة التي تحكم أعمال المدفعيّة الحربيّة في الميدان. كما يُقدّم التحليل لمحة عن التكتكيات المرتجلة والابتكارات التي اضطر لها الضبّاط الروس في ظلّ التغيرّات في مجريات المعارك على الأرض الأوكرانيّة. يُشرّح التحليل جانبا من نظام نيران الاستطلاع المستخدم من قبل الجيش الروسيّ وأهم معدّاته التقنيّة مثل المجسّات والقذائف الموجهة بالليزر والطائرات المسيّرة بالإضافة إلى أهمّ العقبات التي تقف في وجه هذه الأنظمة على مستوى دقة الإصابات. يوضّح التحليل أيضا الدور الذي لعبته الذخائر المتسكّعة الروسيّة في المعارك، مُشيرا إلى أنّ هجمات هذه الذخائر غالبا ما جرى تنسيقها عبر الطائرات المسيّرة التي تقوم بدور الاستطلاع، وأنّ استخدامها الواسع جاء بفعل مجموعة من العوامل لعل أهمها تفرّق المدافع الأوكرانيّة. يُقدّم التحليل لمحة عن مفهوم "وزن النيران" الذي يُشير إلى عدد وكثافة وشدّة نيران المدفعيّة المستخدمة لإحداث التدمير في نقطة معيّنة، مُسلّطا الضوء على جوانب من تكتيكات العقيدة السوفييتية في هذا الشأن والتغيّرات التي طرأت على هذا المفهوم في إطار الحرب الأوكرانيّة.
  • في مجلّة "المجلة"، تقريران يعتمدان على بعض الوثائق والرسائل التي يُكشف عنها للمرّة الأولى، عن تحضيرات الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين لغزو الكويت في العام 1990. التقرير الأوّل يتناول مباردة العراق لتشكيل مجلس التعاون العربي في أعقاب نهاية الحرب مع إيران بالشراكة مع الأردن ومصر واليمن ومحاولات سوريا لتفكيك هذا المجلس. أما التقرير الثاني فينقل مجموعة من المراسلات السريّة التي جرت بين صدّام والقيادة الإيرانيّة عشية الغزو، وهي المراسلات التي توضح استعجال الرئيس العراقي في التوصل لاتفاقية سلام شاملة مع إيران والتنازلات التي قدّمت في هذا الصدد وعلى رأسها التأكيد على موافقة العراق على اتفاقيّة شط العرب 1975 وانسحاب القوّات العراقية من الحدود الإيرانية وإطلاق سراح الأسرى الإيرانيين.

اقتصاد:

  • في موقع "بروجيكت سينديكيت"، مقالٌ مترجمٌ للعربيّة بعنوان "المنتفعون من الجوع"، يُحلّل أبعاد أزمة ارتفاع أسعار الغذاء عالميّا. يقول المقال أن أسعار الغذاء أقل مما كانت عليه قبل عام من الآن حين وصلت ذروتها، إلا أنّ المخاطر لا تزال قائمة، وأهمها في المدى الطويل هو اختلال أسواق الغذاء، مُشير إلى أن أسعار القمح لا تزال أعلى بضعفين مما كانت عليه قبل جائحة "كوفيد". يُشير المقال إلى أن تنامي قوّة الشركات العاملة في مجال الأعمال الزراعيّة يزيد من مخاطر أن تصبح تقلبات أسعار الغذاء شيئا عاديا. ويضرب المقال مثالا على صناعة الأسمدة حيث يقول أن منتجي الأسمدة رفعوا أسعار منتجاتهم بما يزيد عن ما هو مطلوب لتغطية ارتفاع تكاليف الإنتاج بفعل ازدياد أسعار الطاقة، حيث ارتفعت أرباحهم التشغيليّة إلى 36% رغم أنهم باعوا أسمدة أقل خلال الفترة من 2020-2022، ما يعني أن أرباحهم تضاعفت ثلاث مرّات عما كانت عليه قبل حرب أوكرانيا. يُشير المقال إلى أنّ هذه الأرباح القياسيّة هي نتيجة لزيادة التركّز في قطاع الأغذية والأسمدة، حيث باتت أربع شركات فقط تهيمن على 70-90% من سوق الحبوب العالمي. يُشبه المقال قدرة هذه الشركات على التحّكم بالأسعار في سوق الأغذية بقوّة منظمة "أوبك" في أسواق النفط.
  • في "فايننشال تايمز"، تقريرٌ موسّع عن التنافس بين القوى الكبرى على المعادن المستخدمة في التحول الطاقوي. يقول التقرير أنّ إنتاج المعادن المهمة للتحول شديد التركّز، حيث تنتج الكونغو 70% من إنتاج الكوبالت، بينما تنتج أندونيسيا والفلبين وروسيا أكثر من ثلثي إنتاج العالم من النيكل، فيما تنتج أستراليا وتشيلي والصين أكثر من 90% من إنتاج العالم من الليثيوم. يُشير التقرير إلى تزايد الطلب على هذه المعادن بدأ بتغيير اقتصاديات الطاقة والجيوبوليتيك العالمي. يقول التقرير أن هذه التحولات دفعت بعض البلدان النامية والتي تتمتع بموارد معدنية كبيرة لإعادة كتابة القوانين الخاصة باستخراج هذه المعادن وفرض المزيد من القيود على الشركات الأجنبية العاملة في مناجمها وصولا للتأميم وذلك من أجل تحقيق استفادة أكبر من مواردها وتوطين الصناعة محليا وخلق فرص عمل جديدة. وبحسب التقرير، فخلال السنة الماضية، قامت زمبابوي وناميبيا بحظر صادرات الليثيوم الخام بينما قامت تشيلي بفرض المزيد من القيود الحكوميّة على مناجمه فيما قامت أندونيسيا بوضع قيود على تصدير البوكسيت بعد أن كانت قد فرضت في السابق قيودا على تصديرخام النيكل، مُشيرا إلى أنّ القيود الأندونيسية قادت إلى تعزيز الصناعة المحليّة واستقطاب ما يزيد على 15 مليار دولار منذ حظر تصدير الخام عام 2014.
  • في "وول ستريت جورنال"، تقريرٌ عن استثمارات الصندوق السيادي السعوديّ في المملكة. يقول التقرير أنه بعد أن قام الصندوق باستثمار مليارات الدولارات في أصول استثماريّة على المستوى العالميّ، فإنّه يوجه أنظاره الآن إلى الداخل السعودي. بحسب التقرير، تسعى الحكومة السعودية عبر الاستثمارات التي يقوم بها الصندوق إلى حرق المراحل التي يمكن للقطاع الخاص أن يُحجم عنها في المشروعات المختلفة بسبب ارتفاع عامل المخاطرة، إلا أنّ التحدي يكمن في أن لا تؤدي استثمارات الصندوق إلى التأثير على مكان القطاع الخاص ودوره وحصته في السوق، الأمر الذي يناقض رؤية ولي العهد للتحوّل الوطني. يقول التقرير أنه من أجل تعزيز مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الصندوق، فقد أنشأ الأخير مؤخرا وحدة جديدة تحت اسم "قسم التنمية" الوطنية برئاسة أحد مستشاري شركة "ماكنزي" السابقين. يُشير التقرير إلى أن الصندوق يركّز حاليا على 13 قطاع يعتبرها قطاعات استراتيجيّة وتتضمن الدفاع والطيران والترفيه والرياضة والرعاية الصحيّة من بين قطاعاتٍ أخرى، مُشيرا إلى أن الصندوق وقع عقودا مع شركات القطاع الخاص السعوديّ بقيمة 50 مليار دولار خلال العام الماضي، بينما منحت لهذه الشركات عقودٌ بقيمة 5 مليار دولار لمشروعات في مدينة نيوم شمال غرب البلاد. يقول التقرير أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي تأسس في العام 1971 لكنه عمل لسنوات طويلة كشركة قابضة غير نشطة للأصول الاستثمارية للدولة، لكن منذ العام 2015 ازدادت أعداد موظفيه من 50 موظفا إلى 2,200 موظفا اليوم، وقد أسس في السنوات الخمس الماضية 84 شركة وساعد في خلق نصف مليون وظيفة في المملكة خلال السنوات الأخيرة.

ثقافة وفنون ومجتمع:

  • في موقع "الجمهوريّة، تكتبُ خلود السابا نصّا موجعا بعنوان "الطريق المستحيلة بين دمشق وبغداد"، تروي فيه قصّتها وقصة عائلتها التي تتقاطع فيها سير اللجوء والمطاردة والحروب الكونيّة والأهليّة والاستبداد وشظايا الهويّات التي لا ولن تلتئم.
  • في موقع "حبر"، يكتب أحمد نظيف مادّة بعنوان "آخِر المُناضِلينَ الأمميّين: منافي مارك رودِن العربية"، يتناول فيها سيرة الفنان السويسري الفلسطيني جهاد منصور، منذ انخراطه في صفوف الثورة الفلسطينية أواسط سبعينيات القرن الماضي وحتى رحيله عن عالمنا في نيسان/أبريل الماضي بعد رحلة طويلة اختلط فيها النضال الأممي بالفن الثوري.


(Visited 121 times, 1 visits today)