هيمنتْ أخبار الاحتجاجات الإسرائيليّة ضدّ حكومة بنيامين نتنياهو على تغطيات الصحافة العربيّة والدوليّة خلال النصف الأوّل من الأسبوع، وذلك بعد الانحسار النسبي للتقارير عن مخاوف أسواق المال من أزمةٍ ماليّة كبيرة بسبب أزمات البنوك في الولايات المتحدة والقارّة العجوز، وبسبب استمرار هروب الودائع من البنوك الأمريكيّة الصغيرة بالذات إلى صناديق وأسواق ذات عوائد وسيولة أعلى.

هذا الأسبوع كان مناسبة مُمتازة لتذكيري بحقيقة أعرفها عن نفسي منذ زمنٍ غابر، وهي جهلي الشديد بشئون السياسة الإسرائيليّة الداخليّة وتفاعلاتها، ونفوري المُتأصّل من متابعتها أو الاهتمام بها. والأمر كما يبدو لي ليس مُرتبطا فحسب بالعداء، بل بأسبابٍ نفسيّة مُركّبة لم أستطع حتّى اللحظة فك شيفرتها. ويُضاعف من هذا الجهل شعورٌ باطنيّ لا أعرف مدى انطباقه على الواقع يقول بـ "هيافة" الوسط الصحافي الإسرائيليّ وعدم الاعتداد بما يقدّم في هذا الصدد.

من جهة أخرى، كان هذا الأسبوع مناسبة مُمتازة أيضا لتأكيد انطباعٍ راسخٍ لديّ عن تواضع المعرفة الفلسطينيّة الفرديّة والمؤسسيّة بالمجتمع والسياسة في إسرائيل، رغم خبرة صراعٍ تمتدّ لما يزيد عن سبعة عقود، ورغم الفائض الكبير الذي شهدته الأوساط الصحافيّة الفلسطينيّة خلال العقد الأخير في أعداد "المتخصصين" في الشأن الإسرائيليّ. فغالبيّة التغطيات الفلسطينيّة لما جرى انغمست بشكلٍ لافت في الجوانب "الإجرائيّة" للصراع بين الحكومة الإسرائيليّة ومعارضيها، واهتمت بالمساومات والمقايضات وبسيناريوهات الخروج من الأزمة، فبدت في غالبية الأحيان امتدادا بلغة عربيّة لأستوديوهات التحليل في محطات التلفزة الإسرائيليّة لا أكثر ولا أقل.

في المقابل، فقد غابت عن هذه التغطيات أيّ موادٍ تتعلّق بجذور الصراع بين التيّارات المُتنافسة في السياسة الإسرائيليّة اليوم، وعن الاقتصاد السياسيّ لصعود تيّار الصهيونيّة الدينيّة، وبالتالي عن الجوانب الاجتماعيّة والطبقيّة للأزمة في ظلّ التحوّلات التي عاشها الاقتصاد الإسرائيليّ خلال العقدين الماضيين، وتحديدا تعمّق اندماجه في الاقتصاد العالمي وازدياد سماته الريعية. ورغم أنّ الجيش كان في قلب الأزمة، ورغم أنّ تبعاتها طالت مكوّنات رئيسيّة فيه كفرق الاحتياط، إلا أنّ التغطيات الفلسطينيّة خلت من معالجاتٍ لهذه المسألة الهامّة، وعجزت عن تسليط الضوء على التحوّلات التي جرت في الجيش نفسه كنتيجة للصراع الداخلي الإسرائيليّ، وعن تأثيرات هذا الصراع عليه كمؤسسة أراد لها داود بن غوريون يوما من الأيام أن تكون فرن الصهر لكل مكونات الشعب اليهودي. هذا النوع من المواد هو ما كنتُ أطمح لقراءته ومشاركته مع القرّاء، لكنني لم أجده. وقد وجدتُ مقالا واحدا فقط يقتربُ من هذا النوع من التحليلات رغم إنّه لم يُشبع فضولي بالكامل وقررت مشاركته معكم.

في سياقٍ إسرائيليّ آخر، غطّت النشرة الأنباء عن احتماليّة استحواذ شركة "أدنوك" الإماراتيّة و"بريتيش بتروليوم" البريطانيّة على شركة "نيو ميد" الإسرائيليّة، التي تمتلك أكبر حصّة في حقل "ليفياثان" للغاز الطبيعي قُبالة حيفا. هذه أخبارٌ مهمّة، وستترتّب عليها، إن جرى الاستحواذ فعلا، تبعاتٌ مهمّة في مسألة إمدادات الغاز في منطقة شرق المتوسّط والقارّة الأوروبيّة، وفي توازن القوى الإقليميّة في هذا الحيّز من المنطقة، وسأعمل حتما على تغطية هذا الملف في النشرات القادمة إذا جدّ فيه أي جديد. بخلاف ذلك، فقد ضمّت النشرة تقارير متنوّعة في السياسة الدوليّة والاقتصاد الإقليميّ، من بينها تحقيق صحافي مطوّل أعدته وكالة "رويترز" عن الصراع بين الصين والولايات المتحدة على عالم كابلات الإنترنت في أعماق المحيطات، وتحقيق مطوّل لموقع "بوليتيكو" عن حملة العلاقات العامّة التي نفذتها شركة "بايت دانس" المالكة لتطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة وأوروبا.

بإصدار هذا العدد تكون النشرة قد أكملت شهرها الأوّل. ويتصادف نشر هذا العدد مع آخر أيام شهر آذار الذي كان شهرا جميلا بالنسبة لي على المستوى الشخصي، وهذا ممّا يزيد إلى أسباب السرور سببا جديدا، حيث استطعت الالتزام بإصدار النشرة على مدار أربعة أسابيع، وهو أمرٌ آمل أن أتمكّن من المداومة عليه لأسابيع أكثر وأكثر. سأكون سعيدا دائما بدعمكم وبالسماع منكم وبمشاركتكم النشرة مع من يعنيكم أمره. قراءة ممتعة أتمناها لكم في عطلة نهاية الأسبوع.

هُنا قناة "تليغرام" للنشرة، وهُنا حسابي على موقع "تويتر". الأعداد السابقة من النشرة: العدد الأول، الثاني، الثالث.

ديسكليمر: ستضمّ النشرة تحليلاتٍ وتقارير موسّعة ومقالات، وهي لن تُركّز على قضايا وملفّات بعينها، ولن تنتظم تبعا لتصنيفاتٍ جامدة، فما أقدمه هو مجرّد دعوة لمرافقتي في القراءة الحرّة التي أقوم بها عبر الإنترنت كأيّ شخص آخر لا أكثر ولا أقل. لأسبابٍ يطول شرحها، ستكون غالبية مادة النشرة من مواقع أجنبيّة، وسأحرص بطبيعة الحال على أن تكون المواد العربيّة حاضرة دوما، وظنّي أن إمكانيّات “جوجل ترانسليت” أصبحت متقدّمة بما يكفي لمساعدة جميع القرّاء على الإحاطة بالمواد المنشورة بالإنجليزيّة. سيكون جزءٌ من مواد النشرة من مواقع أو صحف تتطلّب اشتراكات ماليّة، لكنني سأحرص على أن يكون هنالك موادٌ من مواقع مفتوحة، وسأكون سعيدا بمشاركة المواد التي تتطلّب اشتراكا مع من يرغب بها عند الطلب. يُسعدني استقبال مشاركاتكم/ن وأفكاركم/ن ومقترحاتكم/ن وهداياكم/ن وشتائمكم/ن ودعمكم/ن المالي والمعنوي وعروض التوظيف المُجزية على العنوان البريدي: [email protected]

سياسة إقليميّة ودوليّة: 

  • في موقع "أوريان 21"، يكتب مجد كيّال مقالا بعنوان "قلقٌ في المستعمرة: صراع إسرائيل الداخلي من وجهة نظر فلسطينيّة"، يستعرض فيه بإيجاز تاريخ علاقة التعاون والصدام بين التيّارين الرئيسيين في الحياة العامة لإسرائيل منذ احتلال الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة عام 1967، وعن التفاعلات الاجتماعيّة والأيدولوجيّة التي قادت إلى نشوء هذه العلاقة منذ نكبة العام 1948. الصراع الذي تعيشه إسرائيل اليوم، والذي يُعبّر عن نفسه بشكلٍ خاص في التنازع على صلاحيّات المحكمة العليا، هو، كما يرى كيّال، امتدادٌ تاريخي للصراع بين التيارين على المؤسسات التي تُعدّ أعمدة النظام الاستعماري الإسرائيلي، حيث يريد تيار الصهيونيّة المتديّنة، بعد أن أكمل توغّله في كلّ زوايا النظام ومفاصله، أن يهيمن على آخر موقعٍ من مواقع النخبة الإشكنازيّة التقليديّة، أي الإمساك بتلابيب المنظومة القانونيّة كلّها بما يؤهله لصياغة مستقبل الدولة وميكانيزمات فعلها الاستعماري ضدّ الفلسطينيين بدون منازع وبأقل قدرٍ ممكن من مساحيق التجميل.
  • في موقع وكالة "رويترز"، تحقيق صحافي مطوّل ومثير بعنوان "النسر والتنّين" عن صراع كابلات الإنترنت البحريّة بين الصين والولايات المتحدة في إطار تصاعد المنافسة بين البلدين، ومساعي واشنطن لمنع الصين من الحصول على التكنولوجيات المتقدّمة بكل الوسائل. التحقيق يُسلّط الضوء على قصّة كابل الإنترنت البحري المعروف باسم SeaMeWe-6 والمزمع مدّه على مسافة 12,000 ميل تحت البحر لنقل البيانات من فرنسا إلى سنغافورة مرورا بالبحر الأبيض المتوسّط والمحيط الهندي، وسيتكلّف إنشاؤه 600 مليون دولار. التحقيق يكشف كيف عملت الولايات المتحدة من خلال أجهزتها الدبلوماسيّة على إغراء وتهديد الأطراف المُشاركة في تحالف الشركات التي تمتلك الكابل من أجل استبعاد الشركة الصينيّة التي قدّمت أقل سعر في المناقصة التي أُجريت للمشروع وترسية العقد على الشركة الأمريكيّة بدلا منها، وذلك من خلال التخويف من العقوبات المحتملة على الشركة الصينيّة أو من خلال دفع رشاوى للشركات المشاركة في التحالف. التحقيق يضم بالإضافة لذلك بعض التفصيلات التقنيّة عن كوابل الألياف الضوئيّة وعن الطريقة المُستخدمة لمدّها تحت سطح البحر، بالإضافة إلى تفصيلاتٍ حول الوحدة الاستخبارية التي تعمل ضمن وزارة العدل الأمريكيّة بهدف حماية شبكات الإتصالات الأمريكية من عمليات التجسسس والهجمات السيبرانيّة، وحول تدخلاتها في عمل شركات التقنيّة الأمريكيّة الكبرى ومشروعاتها لتحقيق هذا الهدف.
  • في موقع "حبر"، يرسم نور العايدي بورتريها سياسيّا لكمال كلتشدار أوغلو، أكبر الساسة الأتراك سنّا، ومرشّح المُعارضة التركيّة في الانتخابات الرئاسيّة المُقبلة. يتتبّع العايدي مسيرة صعود أوغلو خلال العقدين الماضيين من صفوف البيروقراطيّة التركيّة كموظّف في وزارة الماليّة إلى زعامة حزب الشعب الجمهوريّ، وريث التقاليد والأفكار الكماليّة في الحياة العامّة التركيّة. يركّز العايدي بشكلٍ خاص على الخطوات التي اتخذها أوغلو من أجل تجديد أفكار حزب الشعب الجمهوريّ وتوجهاته الشعبيّة، والتي تركّز على استراتيجيتين، الأولى هي الانفتاح على جميع المكوّنات التركيّة، وبناء تحالفٍ شعبيّ عريض عابرٍ للأحزاب من أجل منافسة حزب العدالة والتنمية وإخراجه من السلطة، والثانية هي استراتيجيّة المُصالحة مع الفئات التركيّة المُحافظة التي تضرّرت تاريخيّا من السياسات الجمهوريّة، وتحديدا في مسائل التديّن الشخصي. يرى أوغلو الانتخابات القادمة كمفصلٍ مصيريّ في مسيرة صعوده السياسيّ، إذ أن خسارته لها ستٌسدل غالبا الستار على دوره في الحياة العامة التركية، وهذا بالذات ما يجعل الانتخابات القادمة معركة كسر عضم، خاصّة مع احتماليّة تنافس أوغلو مع أردوغان خلال الجولة الثانية من الانتخابات.
  • في ضوء استمرار تداعيات الجلسة التي عُقدت لاستجواب الرئيس التنفيذي لـ "تيك توك" في الكونغرس الأمريكيّ، تحقيق صحافي مطوّل في موقع "بوليتيكو" يرصد حملات العلاقات العامة والضغط التي نفذتها شركة " ByteDance" المالكة للتطبيق منذ العام 2018 في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. التحقيق يكشف كيف وظفت الشركة العشرات من خبراء الإعلام الاستراتيجي وجماعات الضغط والبرلمانيين السابقين في الكونغرس الأمريكي بالإضافة لموظفين سابقين في الحملات الانتخابيّة لترامب وبايدن، وذلك من أجل تحسين صورة الشركة في دوائر واشنطن النافذة ومحاولة تهدئة مخاوف صنّاع القرار والمشرّعين الأمريكيين إزاء الاتهامات الموجهة للتطبيق بانتهاك خصوصيّة المستخدمين الأمريكيين واحتمالية وصول بياناتهم الشخصيّة للحكومة الصينيّة.
  • في موقع "ذا ناشونال نيوز"، تحليل لروبين ميلز بعنوان "لماذا تضاءلت الهيمنة الأمريكيّة على الطاقة في الشرق الأوسط"، يُجادل فيه بأن الغزو الأمريكيّ للعراق عام 2003 لم يكن مدفوعا بالسيطرة على موارد النفط العراقيّة الهائلة، بدليل أنّ الولايات المتحدة لم تستثمر في إعادة بناء القطاع النفطيّ الذي دمّرته حروب العراق والعقوبات، وأنّ القطاع شهد خلال السنوات الماضية نزوحا كبيرا لغالبيّة الشركات الأجنبيّة من مختلف الجنسيّات، في مقابل نشاطٍ يزداد اتساعا يوما بعد آخر لشركات الهندسة والنفط الصينيّة التي تشارك في إدارة بعضٍ من حقول العراق الضخمة. يرى ميلز أنّه بينما رحب المراقبون الأمريكيون بثورة النفط الصخريّ في الولايات المتحدة، لأنها ستحرر البلاد من الاعتماد على نفط الشرق الأوسط، فإنها في المقابل تجاهلوا حقيقة أنّها أفسحت المجال للصين لتكون المستهلك الأوّل لهذا النفط، وبالتالي لأن تتمتع بنفوذٍ سياسيّ أكبر في المنطقة.

اقتصاد: 

  • في موقع "سي أن بي سي"، خبر قصير ولكن مهم يتحدّث عن قيام شركة أبو ظبي الوطنيّة للبترول (أدنوك) وشركة "بريتش بتروليوم" البريطانيّة، بتقديم عرضٍ غير ملزم لشراء حصّة مقدارها 50% في شركة "نيو ميد" الإسرائيلية وتحويلها إلى شركة خاصّة. شركة "نيو ميد" تمتلك حصّة مقدارها 45% في حقل "ليفياثان" للغاز الطبيعي قُبالة سواحل حيفا، وحصّة مقدارها 30% في حقل "أفروديت" للغاز الطبيعي قُبالة السواحل القبرصيّة. إذا قيّض لهذه الصفقة أن تتم، فإنّها ستعزز من مكانة الإمارات كأهم لاعب في غاز شرق المتوسّط، حيث سبق لصندوق "مبادلة" الاستثماري الإماراتي أن اشترى حصّة مقدارها 22% في حقل "تامار"، ثاني أكبر حقول الغاز في إسرائيل، وحصة مقدارها 10% في حقل "ظُهر" المصري، أكبر حقول الغاز في منطقة شرق المتوسّط. كما أن إتمام الصفقة سيسرّع من خطط تطوير المرحلة الثانية من حقل "ليفياثان" وإنشاء البنية التحتية اللازمة لتصدير الغاز منه إلى الأسواق الأوروبيّة. هُنا جانبٌ من ردود الفعل الإسرائيليّة على المقترح التي قدمته "أدنوك" و"بي بي". وللاستزداة حول ملف إنتاج وتصدير الغاز في منطقة شرق المتوسّط والبنية التحتيّة لمشروعات الغاز الطبيعيّ هناك، هُنا مقال كنت قد كتبته في عام 2021 حول الأمر.
  • في موقع "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، تحليلٌ مُترجمٌ للغة العربيّة لسايمون هندرسون، خبير الطاقة والدفاع العتيق، عن عرض شركة "أدنوك" الإماراتيّة و"بي بي" البريطانيّة شراء حصّة في حقل "ليفياثان" للغاز الطبيعي. يقول هندرسون أن شركات النفط والغاز الغربيّة الكبرى تجنّبت تاريخيّا القيام بصفقاتٍ في مجال الطاقة مع إسرائيل خشية تهديد مصالحها وأعمالها في بلدان الخليج. لكن هذا الواقع تغيّر تماما خلال السنوات الماضية، بعد أن أصبحت الصناديق الاستثماريّة والشركات الخليجيّة تقوم بنفسها بالاستثمار في قطاع الطاقة الإسرائيلي (في إشارة لشراء صندوق "مبادلة" الإماراتي حصّة مقدارها 22% في حقل "تامار"). يرى هندرسون أن دخول شركة ذات خبرة كبيرة في مجال الاستكشاف والتنقيب كـ "بي بي" البريطانيّة قد يُعزّز المزيد من الاستكشافات في شرق المتوسّط، كما أنه يعكس بذاته الأهميّة المتزايدة للمنطقة من منظور شركات الطاقة الكبرى. يُلقي هندرسون بعض الضوء على خطط تصدير الغاز الإسرائيليّ لأوروبا وعوائقها الحاليّة، لكنّه ينبّه في نفس الوقت إلى أنّ مسألة التنبؤ المستقبلي بالطلب على الغاز تبقى تحديا كبيرا بسبب الطبيعة الخاصة لمشروعات الطاقة كمشروعاتٍ مُكلفة ماليّا، وبسبب دورتها الاستثماريّة الطويلة، وهو ما يتطلّب توزيع المخاطرة على أكثر من طرف ودراسة السيناريوهات المستقبلة بعناية.
  • في موقع "حبر"، كتب صاحب هذه النشرة مقالا بعنوان "بنك كريدي سويس: أسرار تحت البحيرة"، تتبّع فيها تاريخ البنك السويسري الذي تعود بداياته إلى منتصف القرن التاسع عشر، والأدوار التي لعبها في التنمية الاقتصاديّة في بلاد الألب وصولا إلى انهياره التراجيدي مُؤخّرا بعد مسلسل الفضائح التي هزّته خلال العقد الأخير. المقال رصد أيضا التشابهات في أداء "كريدي سويس" خلال السنوات الماضية وأداء بنك "دوتشه" الألماني الذي تعرّضتْ أسهمه خلال الأسبوعين الماضيين لضغوطٍ كبيرة، أودت بحوالى خُمس قيمتها في تداولات بورصة فرانكفورت. وعلاوة على ذلك، فقد ألقى المقال الضوء على ظاهرة تسارع سحب الودائع من البنوك الأمريكيّة الصغيرة بعد انهيار بنك "سيليكون فالي" وما يُمكن أن يُمثله هذا الأمر من مخاطر على النظام الماليّ العالمي.
  • في موقع "الشرق بلومبرغ"، تقرير موسّع عن إمبراطوريّة إيلون ماسك وعن علاقاته السياسية الدوليّة التي تُسبّب الصداع لإدارة بايدن. بحسب التقرير، يمتلك ماسك خمس شركات كبرى وكلها تتداخل بشكلٍ أو بآخر مع مصالح الحكومة الأمريكيّة وسياساتها، وعلى رأسها شركة "سبيس إكس" التي حصلت على عقودٍ من وزارة الدفاع الأمريكيّة "البنتاغون" لتصنيع أقمار صناعيّة لتتبّع القذائف، والتي تقدم في نفس الوقت خدمة "ستارلينك" للإنترنت، والتي لعبت دورا مهما خلال الحرب الأوكرانية من خلال تزويد الجيش الأوكراني بمنظومة اتصالاتٍ للقيادة والسيطرة دون الاعتماد على شبكة الاتصالات اللاسلكيّة. الخشية من تأثير أطراف أجنبيّة على ماسك، وبالتالي على مصالح الولايات المتحدة، تُقلق المسئولين في الإدارة الأمريكيّة، وعلى وجه خاص فإنّ علاقة ماسك بالصين تُثير الكثير من القلق لدى تلك الأوساط، إذ أن مصنع شركة "تسلا" للسيارات الكهربائيّة في شنغهاي يعدّ العمود الرئيسيّ للشركة، خاصّة وأن أكثر من نصف سيارات "تسلا" التي بيعت العام الماضي أُنتجت هناك.
  • في موقع "أمواج ميديا"، تحليلٌ مُدعّم ببعض الإحصاءات يُحاول الإجابة عن سؤال "ماذا يعني التطبيع مع الرياض للاقتصاد الإيراني؟" بعد توقيع اتفاق بكّين بين الرياض وطهران. يستخلص التحليل أن تحسين حالة الاقتصاد الإيراني واستقطاب الاستثمارات تُمثّل أولويّة بالنسبة للحكومة الإيرانيّة، وأنّ الاتفاق بين البلدين سيُفضي إلى خفض التصعيد وسيقلل بالتالي من تكلفة الأمن الإقليمي لجميع الأطراف وسيحرر المزيد من الإمكانيّات التجاريّة. ويرى كاتب التحليل أنّ العقوبات ستعيق التعاون بين البلدين في مجال التجارة والاستثمار حتما، ولكنه يُشير إلى الفرص الكامنة في الاتفاقات الثلاثيّة التي تضمّ إلى جانب السعوديّة وإيران بلدان إقليميّة أخرى، وذلك في مجالات تطوير حقول النفط المشتركة في الخليج ومشروعات الربط الكهربائي ومشروعات الترانزيت، حيث يُمكن للعراق هنا أن يلعب دورا محوريّا كنقطة وصل بين البلدين. وفي ضوء عودة بعض الدفء للعلاقة بين الرياض وطهران وبدء الترتيب لزيارات ولقاءات على مستوى رفيع بين مسئولي البلدين، بدأت الصحافة السعوديّة مؤخرا بنشر بعض التقارير عن إيران من زوايا مختلفة عن الزوايا المعهودة. هُنا تقرير معلوماتي في صحيفة "الاقتصاديّة" السعوديّة عن الاقتصاد الإيراني.

مجتمع وثقافة وفنون: 

  • في موقع "المنصّة"، يكتب محمد نعيم مقالا بعنوان "رمضان هو العيد"، ينظر من خلاله إلى رمضان، لا كشهرٍ للطقوس الدينيّة فحسب، بل كظاهرة اجتماعيّة تُشكّلها الأزمنة السياسية، فيتتبع تاريخ تحوّل الشهر الفضيل بين النصف الأول والثاني من القرن العشرين، من "رمضان غبر المبرمج" إلى "رمضان التلفزيوني" الذي صاغته أجهزة الدولة الحديثة، وعلى رأسها التلفزيون، وصولا إلى "رمضان الأمريكي" كظاهرة برجوازيّة مرتبطة بثقافة الاستهلاك التي تضخّمت إلى أقصى حد خلال العقد الأخير.
  • في ملحق "السفير العربي"، تكتب منى علي علّام الجزء الأوّل من تحقيقٍ صحافي ميدانيّ، ترثي فيه مصنع "ستيا" للغزل والنسيج في مدينة الإسكندريّة المصريّة، راصدة قصّة حزينة من قصص سياسات الخصخصة وتفكيك الصناعة في مصر المحروسة خلال العقدين الأخيرين.
  • ولمحبّي حواديت أهل الفن والمغنى والسينما، ينشر السيناريست المصري بلال فضل في موقع "رصيف 22"، حلقتين من المعالجة السينمائيّة التي كتبها لفيلم بعنوان "العالمي"، كان المخرج طارق العريان يطمح لتنفيذه ليروي قصّة حياة النجم المصري عمرو دياب، لكنّه لم ير النور. المعالجة التي ينشرها فضل تقوم على مجموعة من جلسات العمل المنتظمة التي عقدها مع عمرو دياب في منزله بالجيزة في بدايات الألفيّة الجديدة. الحلقة الأولى من هُنا، والثانية من هُنا.


(Visited 227 times, 1 visits today)