أرسل لي أحد الأصدقاء مُؤخّرا يطلب منّي مشاركته بعضا من التقارير والمقالات السياسيّة والاقتصاديّة التي أتعثّر بها أثناء تصفحي للإنترنت، والتي أتوسّم فيها الأهميّة في معالجتها للموضوع الذي تتناوله، أو تلك القطع الصحافيّة التي تنطوي على جرعةٍ معلوماتيّة تُساعد في الإضاءة على جوانب جديدة من الظاهرة قيد البحث والتقصّي، أو أي قطع أخرى تحتوي على قصّة مُثيرة أو فكرة تستحقّ التأمل. وقد أرسلتُ له بالفعل مُنتخباتٍ ممّا قرأتُ خلال أسبوع، وما اعتقدتُ أنّه يُحقّق شرطيّ الأهميّة والإفادة، وقد تكرّر الأمر أكثر من مرّة، وكان أن فتح هذا التبادل فيما بيننا نقاشاتٍ مُثرية ومُمتعة.

وصديقي هذا رجلٌ صالحٌ يحبّ أعمال البرّ والإحسان ويكره حبس المعرفة والاستئثار بجواهرها لنفسه، ومن هُنا، فقد اقترح عليّ أن أُعدّ -جريا على ما تقوم به الكثير من الصحف والمواقع- ما يُشبه النشرة الأسبوعيّة، بحيث يُصبح ما كنت أتبادله معه حصرا مُتاحا أمام جمهورٍ أكبر من القرّاء والمُهتمّين والأصدقاء. ورغم أنّني لم أتحمّس للفكرة في البداية، لمعرفتي بصعوبة العمل على مهمّة من هذا النوع في ظلّ ضيق الوقت والمزاج، ولإدراكي لأعطابي النفسيّة المُتعدّدة التي تجعل منّي إنسانا ملولا عصيّا على الالتزام، إلا أنّ إلحاحه تغلّب في النهاية على تمنعي، رغم أنّه لم يُغريني براتبٍ شهري ولا بأيّ امتيازات أخرى مقابل ما سأقوم به، وقد قلتُ لنفسي لنعطِ الأمر فرصة ولندع مائة زهرة وزهرة تتفتّح في بستان صناعة المحتوى، والحسنة في النهاية بعشر أمثالها.

ما أُخطّط له هو أن تصدر النشرة كلّ جمعة، وأن تضمّ موادا نُشرت خلال الأسبوع السابق، فتكون بمثابة وجبة يتناولها القاريء خلال عطلته. سأحاول أن لا تُركّز النشرة على التقارير الإخباريّة بشكلٍ أساسيّ، لأنّ إعادة نشر تقارير من هذا النوع بعد نشرها في صحفها الأصليّة ببضعة أيّام سيكون أشبه بدعوة القاريء لتناول وجبة "بايتة". لكنّنا نعرف بالتجربة الإنسانيّة المُمتدة أنّ الكثير من الوجبات تكون أكثر لذّة حين تُؤكل بعد طبخها بيومٍ أو يومين، ولذلك فإنّ النشرة ستحتوي على التقارير الإخباريّة التي أُقدّر أنّها تحمل أهميّة ما، أو تلك التي أعتقد أنّها لم تنل ما يكفي من الاهتمام والتغطية.

بخلاف ذلك، ستضمّ النشرة تحليلاتٍ وتقارير موسّعة ومقالات، وهي لن تُركّز على قضايا وملفّات بعينها، ولن تنتظم تبعا لتصنيفاتٍ جامدة، فما أقدمه هو مجرّد دعوة لمرافقتي في القراءة الحرّة التي أقوم بها عبر الإنترنت كأيّ شخص آخر لا أكثر ولا أقل. لأسبابٍ يطول شرحها، ستكون غالبية مادة النشرة من مواقع أجنبيّة، وسأحرص بطبيعة الحال على أن تكون المواد العربيّة حاضرة دوما، وظنّي أن إمكانيّات "جوجل ترانسليت" أصبحت متقدّمة بما يكفي لمساعدة جميع القرّاء على الإحاطة بالمواد المنشورة بالإنجليزيّة. سيكون جزءٌ من مواد النشرة من مواقع أو صحف تتطلّب اشتراكات ماليّة، لكنني سأحرص على أن يكون هنالك موادٌ من مواقع مفتوحة، وسأكون سعيدا بمشاركة المواد التي تتطلّب اشتراكا مع من يرغب بها عند الطلب.

وفي النهاية أودّ التنويه إلى أنه يُسعدني استقبال مشاركاتكم/ن وأفكاركم/ن ومقترحاتكم/ن وهداياكم/ن وشتائمكم/ن على العنوان البريدي: [email protected]

سياسة إقليميّة ودوليّة: 

  • في "هآرتس" الإسرائيليّة تقرير موسّع عن العلاقات العسكريّة العميقة بين إسرائيل وأذربيجان، والتي بدأت عام 2005، مع تفصيلات حول الأنظمة التسليحيّة المتطوّرة التي صدّرتها تل أبيب لباكو خلال العقدين الماضيين، ودور قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي "أوفدا" شمال إيلات كمحورٍ لهذه الصادرات.
  • تحليل لعاموس يادلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة، هو بمثابة ورقة توصيات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. يرى يادلين أنّ الرئيس الأمريكيّ يوسف بايدن هو الشخص الوحيد الذي يُمكنه مساعدة نتنياهو على تحقيق أهداف سياسته الخارجية الهادفة إلى منع إيران من الحصول على سلاحٍ نووي وتوقيع اتفاقيّة سلام مع السعوديّة. ويُجادل في مقاله أن نتنياهو بحاجة لربط سياسته المحليّة والدوليّة بشكلٍ أوثق بمصالح وقيم الولايات المتحدة بغضّ النظر عمّا قد يناله من انتقاد من أطراف التحالف الصهيونيّ الحاكم، وذلك عبر توثيق العلاقات مع حلفاء أمريكا في آسيا واتّخاذ موقف أكثر فاعليّة في تأييد أوكرانيا وإمدادها بالأنظمة الدفاعيّة وتبني سياسات تهدئة مع الفلسطينيين.
  • تقرير حصري لموقع "المونيتور" الأمريكيّ عن إجراء تمرين عسكريّ أمريكيّ سعوديّ مُشترك هو الأوّل من نوعه أواسط الشهر الجاري تحت اسم "الرمال الحمراء" لتدريب القوّات السعوديّة على التصدّي للطائرات المُسيّرة، وتقديم عرض حي للأسلحة الأمريكيّة المتطوّرة في هذا المضمار بُغية إبعاد الرياض وغيرها من العواصم الخليجيّة عن التكنولوجيات الأخرى وتحديدا الصينيّة منها. وقد نشر موقع "الخليج الجديد" ترجمة عربية للتقرير.
  • تقرير موسّع لمايكل غوردون في "وول ستريت جورنال" بعنوان "الولايات المتحدة ليست جاهزة لحقبة صراع القوى الكبرى"، يُسلّط فيه الضوء على المشكلات الرئيسيّة التي تُواجه الجيش الأمريكيّ في تنفيذ الاستراتيجيّة العسكريّة القاضية بمنع الصين من غزو جزيرة تايوان وحماية حلفاء الولايات المتحدة وممرّات التجارة في غرب المحيط الهاديء. ويستخلص غوردون من تحليله أنّ أهم مشكلات الجيش الأمريكي في هذا الصدد هي مشكلة "اللحاق التكنولوجي"، حيث أدّى غرق الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين في "الحروب على الإرهاب" إلى انشغالها عن التهديدات الرئيسيّة للقوّة الأمريكيّة، وعن توجيه واستثمار الموارد المالية والعسكريّة لتصميم الأسلحة والعقائد القتالية المطلوبة للصراع مع القوى الكبرى كالصين وروسيا.
  • وفي سياق ليس ببعيد عن تقرير غوردون، تكتب جاكلين شنايدر الباحثة في معهد "هوفر" التابع لجامعة "ستانفورد" مقالا مميزا عن تاريخ العلاقة بين التكنولوجيا والحروب، منتقدة الولع الأمريكي باقتناء الأسلحة ذات التكنولوجيا الفائقة، داعية لتبني التكنولوجيا التي تقلل من الأثمان الاقتصاديّة للحرب، عبر التركيز على التكنولوجيات العادية لتكون مكملة للأنظمة التسليحية ذات التقنية العالية، وعبر تقليص النفقات الإدارية المرتبطة بصناعة السلاح والناجمة بالأساس عن التعقيدات البيروقراطية المميزة للحكومة الأمريكية.

اقتصاد: 

  • في موقع "بلومبرغ" تقرير موسّع ومهم عن العقبات التي تواجه خطّة الولايات المتحدة الضخمة لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونيّة في إطار الاستراتيجيّة الأمريكيّة لتخفيض الاعتماد على سلاسل الإمداد الآسيويّة واحتواء الصعود الصيني في هذا المضمار التقني. التقرير يُركّز على مشكلة نقص العمالة التقنيّة اللازمة لهذا المشروع الطموح وارتباط هذه المشكلة بالتحولات البنيويّة العميقة في الديمغرافيا والاقتصاد الأمريكيين وأبرز ملامح هذه التحولات مثل سياسات تفكيك الصناعة وانخفاض القوة العاملة النشطة وتراجع معدلات الخصوبة. وللاستزادة، ورقة حقائق من موقع البيت الأبيض عن قانون "الرقائق الإلكترونيّة والعلوم" الذي وقّعه الرئيس الأمريكي يوسف بايدن في آب/أغسطس العام الماضي.
  • في موقع "حبر"، تُترجم ليلى قاسم بتصرّف مقالا من " إم آي تي تكنولوجي ريفيو" بعنوان "كيف هيمنت الصين على عالم السيارات الكهربائية؟" يستعرض جانبا من السياسات والبنى الصينيّة التي أفضت إلى صعود صناعة السيارات الكهربائيّة في البلد الآسيويّ العملاق، ويتحدّث عن الطموحات الصينيّة لتحويل البلاد إلى مركزٍ لتصنيع هذا النوع من المركبات وتقنياتها في أسواق آسيا.
  • في موقع "إطار" تُترجم فرح عصام مقالا للكاتبة صوفيا غودفريند نُشر في مجلة "+972" الإسرائيليّة بعنوان "احتجاجات تل أبيب.. عن العسكريّ الكامن في موظف الهايتك" ينتقد النزعة الليبراليّة المُصطنعة لدى موظفي قطاع التقنيّة العالية في إسرائيل بعد مشروع الإصلاحات القضائيّة التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيليّة الجديدة، ويسلط جانبا من الضوء على العلاقة الوثيقة بين اقتصاد الحرب الإسرائيلي وازدهار صناعة التقنية العالية.

ثقافة ومجتمع: 

  • في موقع "حبر"، يحاور خالد بشير، بصحبة صور مؤمن ملكاوي، الصحافي محمد أبو عريضة، صاحب كتاب "أسرار عمّان: تحقيقات في ذاكرة المدينة"، حول التاريخ الحضري لمنطقة وسط البلد في عمّان، وحول السياقات الاقتصاديّة والاجتماعية لتحوّلات قلب العاصمة الأردنيّة منذ القرن التاسع عشر وحتى مطلع الألفية الجديدة، مع إطلالة على أهمّ العوامل التي ساهمت في أفول المنطقة. المقابلة كانت لتكون أكثر إفادة لو رافقتها بعض الخرائط لتزويد القاريء بسياق مكاني للتحولات المذكورة، لكنها تبقى مقابلة مفيدة بكل الأحوال.
  • على خلفيّة إلغاء حفل الكوميدي الأمريكي كيڤن هارت في القاهرة نهاية الشهر الماضي، تكتب سها بيومي في موقع "المنصّة" عرضا تاريخيّا مختصرا للمركزية الإفريقية ولأهم منظريها ولتطور اتجاهاتها عبر الزمن، وتقدم نقدا للنزعات الاختزاليّة التي حُمّلت على هذا المفهوم وتشرّح جانبا من أسباب الذعر الذي ينتاب المصريين إزاء أفكار تيار المركزيّة الأفريقية والذي يخفي وراءه تعاليا شوفينيّا وشعورا مُفرطا بالمركزيّة.
  • في موقع "فايننشال تايمز"، مقال مع مجموعة من الرسوم البيانية عن التأثيرات المُرعبة لاستخدام الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي على الصحّة العقلية للمراهقين خلال العقد الأخير.
(Visited 720 times, 1 visits today)